كان لافتاً في زيارة لاريجاني رئيس مجلس الشورى الايراني أنّ جزءاً منها خصص لزيارة الجامعة اللبنانية والتكلم في آلاف الطلاب واني أستغرب فعلاً هذا التصرّف… فماذا جاء لاريجاني يعمل… هل ليحاضر في «حزب الله»؟!.
إنّ «حزب الله» من رأسه الى أخمص قدميه لبناني لبناني لبناني… وعربي عربي عربي… والدماء التي تجري في عروق قادته وعناصره هي دماء لبنانية عربية صافية.
والدروس التي يعطينا إياها لاريجاني بأنّ «حزب الله» أهم من الجيوش العربية… يفهم أنه يقصد بها جيوش بلدان الطوق الثلاثة، الجيش المصري والاردني والسوري
الجيش المصري
نبدأ بالجيش المصري، فنقول للاريجاني إنّه حرّر سيناء، ويكفيه هذا التحرير مجداً ستظل تلهج به الأجيال الآتية.
الجيش الاردني
بالنسبة الى الجيش الاردني نعرف أنّ الاردن دولة ضعيفة من دون موارد طبيعية تذكر ولكنها شاركت في حرب حزيران 1967.
الجيش السوري
وصل هذا الجيش الى نهر الاردن في حرب تشرين ونستغرب أن يتكلم لاريجاني مقلّلاً من أهمية حليفه النظام السوري وجيشه… علماً أنّه يتحدّث عن أنّ سوريا تتعرّض لمؤامرات كونية…
الى ذلك، لفتني كلامه على الفتنة السنية – الشيعية… قبل العام 1978 وتحديداً قبل مجيء آية الله الخميني الى الحكم، لم يكن أحد يتحدّث ما إذا كان هذا مسلم أو ذاك مسيحي ناهيك بالشيعي والسني.
وأذكر أنّنا كنا في المدرسة (أنا وأخي) كان معنا في الغرفة شابان مسيحيان… فلم يتوقف أحد عند الإنتماء الديني..
ثم في حرب 1980 بين العراق وإيران كان المبدأ الأساسي للحكم الايراني تصدير الثورة الاسلامية وولاية الفقيه، وتشييع جميع أهل السُنّة.
انتهت الحرب، ولم أجد أنّ أي دولة إسلامية سنية تصدّت الى مواطنيها الشيعيين وطلبت إليهم أن يصبحوا سنيين، ولعلّي أتحدّى من يدلني الى حال واحدة موثقة.