IMLebanon

لا تعرفون قيمة لبنان المعجزة!

متى عُرفَ السبب بَطُل العجب. سبب عدمتمكُّنلبنان من انتخاب رئيس جمهوريَّة بعد انتظار ما يقرب من السنتين لا يحتاج إلى شرح يطول. فتِّشوا عن إيران لا عن المرأة، ولا حتى عن الجنرال ميشال عون.

صحيح أن الأكثرية الساحقة من السياسيّين والمرجعيّات والخبراءتميل إلى القول إنالوضع الشاذوالفراغ دمَّرا كل ما يميِّز لبنان ويبرَّر وجوده، إلاّ أن الرئيس نبيه برّي لا يزال عند رأيه ورؤيته وتفاؤله.
وباعتباره عرّاباً للسياسة اللبنانيَّة، وحلاّلاً لتعقيداتها، فانه يكرِّر دعوته إلى عدم تضييع الفرصة وتضييع ثمرة الاستحقاق الرئاسي الناضجة، وعدم تركها تسقط في جُمٍّ من القندول. فتضيع، وتضيع الفرصة الذهبيَّة، كما يضيع لبنان.
للمرّة الثانية يقرع رئيس المجلس جرس التنبيه والإنذار، محمّلاً القيادات، ورؤساء التكتّلات النيابيَّة، والقيادات المعنيّة، مسؤوليَّة ضياع هذه الفرصة، أو هذا الحل الذي يرتكز في جوهر مضمونه وأبعاده على التوافق في الدرجة الأولى والأخيرة.
مع إضافة توضيح يتوخّى منه برّي لفت اللبنانيّينإلى أن سلام لبنان وعبوره إلى الدولة، لا يمكن أن يتحقّقا خارج التحالفات والخطوط“.
وتالياً لا يمكن أن نلمس مصلحة لبنان المقيم والمغترب كضرورة لبنانيَّة، وعربيَّة، وإسلاميَّة، ومسيحيَّة، ودوليَّة،إلاّ خارج الاصطفافات ولعبة شد الحبال الجارية حالياً في أكثر من مكان“.
فتوعّوا واسمعوا واقشعوا. فلبنان على ما هو حاله اليوم، من الناحية الأمنيّة على الأقل، يتجاوز رصيده ليس فقط في العالم العربي، بل على مستوى الشرق الأوسط.
هنا يضيف حكيم عين التينة: لم أقرأ، ولم أعرف، ولم أسمع أن بلداً سكانه الآن حوالى أربعة ملايين نسمة يتحمّل حوالى مليوني نسمة من أخوة سوريّين وفلسطينيّين، ويقوم بكل الواجبات“…
هنا ينفجر غضب برّي ضد أولئك الذين أُعطوا جنّة على الأرض فحوَّلوها إلى جهنَّم. لا يلبث أن يؤنّبهم صادحاً: هذا البلد المعجزة لعلَّنا الوحيدين الذين لا نعرف قيمته.
هذه المصارحة لا تخلو من التوبيخ للشعوب اللبنانيَّة التي تكاد لا تغادر أزمة حتى تدخل حرباً.
لا شكَّ في أن اللبنانيّين الذين يتبادلون تباعاً شنالحروب الأهلية، أو شنَّ الأزمات السياسيَّة المعقَّدة، لا يزال ولاء معظمهم مرتبطاً بالخارج. بتحالفات تنزلق دائماً بهم وبلبنان إلى مآزق من عيار الفراغ الرئاسي، أو أشدُّ وأقسى.
أجل، لإيران دور كبير في الفراغ وتداعياته، إلاّ أنها ليست الدولة الوحيدة أو المرّة الأولى. فقد سبق الفضل في صيف 1958، ثم في 13 نيسان 1975.
نعم ونعم ثم نعم، اللبنانيّون وحدهم لا يعرفون قيمة هذا اللبنان.