لماذا لا يكثف الرئيس تمام سلام الاتصالات واللقاءات والاجتماعات من أجل غاية واحدة ألا وهي إيجاد حل لمعضلة النفايات، وليس في هذا أي عيب ولا عليه أي مأخذ.
معروف أنّ هناك خلافاً على الآلية، وعلى كل شيء… على الطير في الجو أكان ذكراً أم أنثى، ولا بأس فهذه باتت من طبيعة اللبنانيين وجزءًا من اللعبة السياسية، ولكن اللعب في النفايات لم يعد مسموحاً.
فليس من أحد في لبنان غير متضرّر من تلال وغابات النفايات في العاصمة وضواحيها وسائر المناطق… فليدع دولة الرئيس الى جلسة خاصة أو ليشكل لجنة وزارية برئاسته تصل الليل بالنهار توصلاً الى حل، ومعلوم أنّ كل مشكلة لها حل مهما كان نوعها… ولكن التوصّل الى الحلول يضحي بعيداً عندما تتداخل المصالح الخاصّة والأنانيات في القضايا المطروحة…
نحن شخصياً لا نعرف ما إذا كان هناك مصالح لا نعرفها طاغية على أزمة النفايات… ولكن مهما طغت المصالح وتصاعدت فليس من شيء أهم من صحة المواطن وحقه في بيئة نظيفة، وانطلاقاً من اقتناعنا بأنّ لكل أزمة حلاً خصوصاً عندما تحسن النيات، وعندما يوجد العزم والقرار: When there is a will.. There is a way.
إنّ مشكلة النفايات ليست بنت اليوم، وهي مشكلة صعبة ومعقدة… ولكن ليس لنا ازاءها سوى خيار واحد: الحل! لا خيار آخر.
ولقد أثرت هذه المشكلة تأثيراً سلبياً في غاية السوء على لبنان، على سمعته، على سياحته التي كانت قد بدأت تتعافى.
وكنا دعونا غير مرة الى اجتماع استثنائي للجان لإيجاد الحلول المناسبة ومنع استفحال هذه الازمة، الظاهرة الكريهة والبعيدة كل البعد عن صورة لبنان، وأخيراً يبدو ان الامور سارت في الطريق الصحيح، وتم إيجاد حلول، ولو موقتة، وبالتساوي بين المناطق.
لقد دهمتنا هذه الأزمة في وقت أخذ لبنان يبدو عن حق وحقيق (برغم الازمة السياسية) أنّه البلد الأكثر استقراراً بين الدول العربية، وبالتالي كان هذا الإستقرار عامل جذب للسياح، وإن ببطء، ولكن مع الأسف، نحن ماهرون في أننا إذا لم تأتنا مشكلة خارجة عن أيدينا تسيء إلينا فإننا كفيلون بإيجاد مثل هذه المشكلة لنسيء لنفسنا بنفسنا.
وقد تكون مناسبة لكي نعلن الرفض الشديد لما يحضر البعض من «شغلة كريهة» (كما النفايات كريهة) وهي أن يستأثر كل فريق أو طرف أو منطقة أو قضاء بمعالجة نفاياته على حِدة! لأصحاب هذه الأفكار المرفوضة نقول لا أحد يقدر أن يقسّم لبنان وشعبه، فربّ العالمين خلقنا معاً، ومعاً نبقى، ولن تنجح النفايات حيث فشل سائر سائر التقسيميين.
عوني الكعكي
