IMLebanon

“طلعت ريحتكم” مطية لـ”حزب الله”…

لنقل الامور بصراحة: بالامس كان الرعاع الذين اعتدوا على قوى الأمن وعلى الأملاك العامة والخاصة مظهرين “ثقافتهم” الحقيقية، جزءاً اصيلاً من جمهور “حزب الله” و”حركة أمل” وعصابات ما يسمى “سرايا المقاومة” المقيم على شكل “حزام أمني” عدواني النزعة في الأحياء المتاخمة لقلب بيروت. هؤلاء معروفون. وهؤلاء نزلوا الى الشارع متغلغلين وسط تظاهرة نظمتها منظمة “طلعت ريحتكم” بفوضوية كبيرة، وكانت مهمتهم إرهابية أهدافها تتعدى التظاهرة. هؤلاء رعاع يسيّرهم عقل إرهابي خبرناه في أكثر من مناسبة سابقة منذ ٢٠٠٦ وصولا الى ٧ و١١ أيار ٢٠٠٨. والاسلوب مشابه يقضي بتحريك مجموعات من الناشطين العاملين تحت عباءة “حزب الله” في أكثر من موقع تارة تحت لافتة “الاتحاد العمالي العام” (كما في ٢٠٠٨) وتارة أخرى تحت لافتة مجموعة “طلعت ريحتكم” التي وعلى الرغم من أن شعارها لاقى مزاجاً عاماً لبنانياً متبرم من الحالة المافيوية المعششة في رحم الدولة اللبنانية، فقد تحولت الى مطية لإرهاب “حزب الله” ولرعاعه الذين لا يتحرّكون إلا بإشارة منه. حتى المنتمين لـ”حركة أمل” أو المنضوين الى عصابات “سرايا المقاومة” لا يتحركون إلا بأمر قيادة أمنية مركزية في حارة حريك.

نقول هذا الكلام، لأن الحقيقة يجب أن تقال للناس، وللجمهور البريء الذي لبّى نداء مجموعة “طلعت ريحتكم” الحاملة عناوين لا يختلف حولها اثنان في البلد. ان الحملة المشار اليها استخدمت في سياق أجندة “حزب الله”. والحقيقة هي ان الجمهور البريء عينه غطى من حيث يدري أو لا يدري الرعاع والارهابيين الذين انتشروا بالامس في قلب بيروت. ان هؤلاء سيعاودون الكرة مرة اخرى عند اول اشارة من “الغرفة السوداء” التي تسيّرهم لاستكمال السيطرة على الدولة والبلد. الموضوع لا يتعلق بالشعارات البراقة. الموضوع يتعلق بهوية من يقف خلف مجموعة “طلعت ريحتكم” وأجندته في إطار الصراع الكبير في البلد والمنطقة. هل حقيقة أنها تعمل من دون أجندة خفية؟ هذا سؤال كبير يجب أن يطرحه جميع المواطنين الذين شاركوا في الحراك المدني بخلفية مدنية لا طائفية. بالامس نزل رعاع “حزب الله” و”أمل” وعصابات “سرايا المقاومة” الى الشارع في بروفة كانت أبعد ما تكون عن أهواء الناس الذين نزلوا بالآلاف الى الشارع رفضاً للحالة المزرية التي وصلت اليها البلاد، وأوصلوا رسالة محلية ببعد إقليمي، يفترض في الاستقلاليين الجزعين والخائفين وقد أصاب بعضهم الهلع أن يدركوا خطورتها ومراميها: إن الصراع مع “حزب الله” لم ينته ببضعة لقاءات مجاملة في “عين التينة”، ولا ببعض “التنسيق” بين وزير الداخلية وأمنيي الحزب، ولا حتى بتوافق موقت حول ضرورة استمرار الحكومة الحالية تحت عنوان “تهدئة” هشة.

على القوى الاستقلالية ان تنزع عنها رداء الجبن الذي تتجلبب به راهنا، وأن تعيد تصويب البوصلة في الاتجاه الصحيح، لأن جحافل الرعاع عائدون مرة أخرى، ولأن “حزب الله” كان ولا يزال مصدر التهديد الأول للكيان والوطن حتى لو تخفّى تحت أقنعة جمعيات أو نقابات.