Site icon IMLebanon

خلافاتكم ستُطيح البلد…  فاستفيقوا من غيبوبتكم؟

تتكرر هذه الأيام عبارة اللي طلَّعهم على الشجرة عليه أن يُنزلهم، هذا ما حصل في موضوع النفايات، فقيل اللي طلَّع حزب الكتائب على شجرة التصعيد عليه أن يُنزله… اندلعت الأزمة لقرابة الشهر ثم عادت إلى نقطة البداية، ولكن هل سأل أحدٌ:

ماذا تحقق؟

بعد 13 تشرين الأول سيُقال اللي طلَّع التيار الوطني الحر على الشجرة عليه أن يُنزله، التيار اتخذ قرار التصعيد من آخر هذا الشهر وحتى الثالث عشر من الشهر المقبل.

لنتصوَّر المشهد منذ اليوم:

آخر جلسة لمجلس الوزراء انعقدت عملياً، كانت في 18 آب الماضي، ومنذ ذلك التاريخ كانت الجلسات عبارة عن لقاءات لا بحث فيها في جدول الأعمال، ويُنتَظر أن يبقى الوضع على ما هو عليه حتى ما بعد عودة الرئيس تمام سلام في الثلث الأخير من هذا الشهر، وحيث أنَّ الوضع سيبقى على ما هو عليه فإنَّ لا جلسة لمجلس الوزراء طوال شهر أيلول، وبما أنَّ ولاية قائد الجيش العماد جان قهوجي تنتهي في 29 أيلول، فهذا يعني أنَّ وزير الدفاع سيتخذ قرار تأجيل التسريح لسنة.

إذاً فإنَّ مقولة أيلول طرفه بالشتي مبلول لن تنطبق في السياسة، لأنَّ التصحر والجفاف السياسيَيْن سيسودان. بمعنى أنَّ لا شيء في أيلول، أما في تشرين فالعلم عند الله.

لكن، وفيما الجمود سيطبع الداخل اللبناني، فإنَّ الحركة ستكون في نيويورك في أكبر تجمعين دوليين في عاصمة الأمم المتحدة:

الإثنين المقبل اجتماع ترعاه الأمم المتحدة، وسيكون مخصصاً لملف المهاجرين والنازحين واللاجئين، لبنان مرتاب من هذا الإجتماع لأنَّ الملف الذي أمام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يدعو إلى بقاء النازحين حيث هُم، وهو التعبير الملطِّف لتعبير التوطين، فكيف للبنان أن يقبل في ملف السوريين ما رفضه في قضية الفلسطينيين؟

وحين يعتبر أنَّ توطين نصف مليون فلسطيني هو عبء عليه وخلط للواقع الديموغرافي، فكيف بتوطين مليوني نازح سوري؟

ولا يكاد لبنان يخرج من صدمة الإثنين في نيويورك، حتى تعجله صدمة ثانية يوم الثلاثاء وفي نيويورك أيضاً حيث تُعقَد قمة دولية حول النازحين ويترأسها الرئيس الأميركي باراك أوباما.

إذاً، الإثنين والثلاثاء المقبلان، أبرز حدثين عالميين، ولبنان بماذا يتلهى؟

هل يتلهى بالنفايات؟

هل يتلهى بالفرز والطمر والحرق؟

هل يتلهى بالمناقصات والمزايدات؟

هل يتلهى بالمقاولين المحظوظين الذين يبدو أنَّ التلزيمات وُلِدَت لهم وحدهم؟

هل يتلهى بالمماحكات الوزارية؟

هل يتلهى بالتصعيد الميداني على الأرض؟

هل يتلهى بالميثاقية والتوازن وعدم الإستئثار؟

مؤسف ما يعتري لبنان كل هذه الإلهاءات، فيما الأمم المتحدة توزِّع الشعوب تحت عناوين النزوح واللجوء والهجرة.

فيا سادة، ألا تريدون وطناً أولاً قبل الإختلاف عليه؟

ألا تشعرون بأنكم ستفقدون البلد في معرض رسم الخرائط؟