IMLebanon

طلعت ريحتكم

 الدماء الغزيرة التي سالت من المتظاهرين في ساحات رياض الصلح والشهداء والنجمة ضد الطبقة السياسية المفلسة ومطالبتها بالرحيل والعودة إلى الشعب مصدر السلطات، لكي يختار من يرى فيه المؤهلات لتولّي السلطة بإسمه ونيابة عنه، هذه الدماء الزكية والغالية حاولت بعض قوى الأمر الواقع من هذه الطبقة تشويه صورتها فإندست بين المتظاهرين الذين جاؤوا من العاصمة ومن كل المناطق اللبنانية، ومعظمهم من طلاب وطالبات الجامعات، والثانويات، ومن المثقفين والفنانين وتقديمهم لبقية اللبنانيين كمشاغبين ومخربين للمرافق العامة، ومتعمّدين نشر الفوضى في البلاد بما يُشكّل خطراً على السلامة العامة الأمر الذي من شأنه ان يحبط أهدافهم العليا في إسقاط هذه الطبقة، المنشغلة عن هموم المواطنين ومشاكلهم المتعددة بالتسابق في ما بينهم على نهب كل ثروات الدولة وتقاسمها وفق ما سمّاهما الرئيس المرحوم فؤاد شهاب قبل أكثر من نصف قرن بأكلة الجنبة وهو على أي حال وصف مخفف بعض الشيء، لأنهم أثبتوا بالتجربة الطويلة منذ ذلك التاريخ بأنهم ليسوا أكلة الجبنة وحسب بل أكلة لحوم اللبنانيين بعد أن يتوزعوها، حسب مناطق النفوذ.

ورغم ان الغالبية العظمى من المتظاهرين وفي مقدمهم قيادة حملة طلعت ريحتكم الذين اعلنوا تبرؤهم من كل الأحزاب ومن الطبقة، ان حركتهم سلمية ونظيفة وديمقراطية مائة بالمائة وأيضاً بعيدة كل البُعد عن أية ممارسات تتّسم بالفوضى والخروج على أصول وقواعد الممارسة الديمقراطية، وتبرؤوا من العناصر التي اندست في صفوفهم برغم إرادتهم وأثارت الشغب والفوضى كما اعتدت على الأملاك العامة والخاصة بهدف معروف وهو إجهاض هذه الانتفاضة وتشويه صورتها تنفيذاً لإرادة اسيادهم أكلة الجبنة الذين أوصلوا البلاد إلى حافة الإنهيار الكامل، وما زالوا مستمرين في نهب ما تبقى من ثروات هذا البلد، رغم كل ذلك، فإن هؤلاء المندسين الذين فضحتهم الكاميرات وكل وسائل الإعلام الأخرى وفضحت ممارساتهم سواء منها الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة وعلى القوى الأمنية المكلفة بحماية المتظاهرين وضبط تحركاتهم، وسواء منها رفع الشعارات التي تدل على انتماءاتهم، استطاعت ان تؤثر سلباً على سلمية المتظاهرين من دون ان تثنيهم عن اهدافهم السامية وعن المضي في كشف الطبقة السياسية الحاكمة وتظهير إفلاسها في كل شيء حتى في حل أزمة النفايات قبل ان يضمن كل من أفراد هذه الطبقة حصته الكاملة من هذه الصفقة التي تتم على حساب صحة المواطن وسلامته، ويبدو استناداً إلى ملاحظات كثيرين من المتابعين لتطورات هذه الأزمة والمراحل التي مرّت بها حتى إعلان نتائج المناقصة العامة التي أشرفت عليها لجنة وزارية مكلفة من مجلس الوزراء أن وراء الأكمة ما وراءها وأن رائحة الصفقة التي تمت تزكم الأنوف، بحيث انها جاءت وفق ما كان يتخوّف منه المواطنون وحملة طلعت ريحتكم من شابات وشباب الغد غير الموعود، والذين يعول كل اللبنانيين الآمال عليهم في تغيير الطبقة السياسية