Site icon IMLebanon

شباب “القوات” و”التيار”.. كسْر الاصطفاف!

يعرف طلاب “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” ان التقارب وحل المشكلات، وصولاً الى التحالف في الجامعات، سياسي بالدرجة الأولى. فاللقاءات والحوارات على أهميتها، والحديث عن التحالف والتنسيق والتعاون في الانتخابات الجامعية، لا معنى لها ما لم يقطع الطرفان شوطاً في التفاهم السياسي على قضايا أساسية في البلد، وان لم يتطابق الموقف في كل ما يتعلق بالملفات الخلافية التي تعطل الحياة السياسية والدستورية في لبنان. لذا، فمن المبكر الحديث عن تحالف “قواتي – عوني” في المرحلة المقبلة، في الجامعات أو في غيرها، طالما الخلاف السياسي مستمر على مستقبل البلد وعلى الأولويات وعلى المشاريع، وفق ما تمثله الاصطفافات السياسية على مقلبي 8 و14 آذار. وانطلاقاً من ذلك يبقى التفاؤل مشروطاً، بما تحققه التفاهمات السياسية في الملفات الخلافية، على الرغم من حسن النيّات المعلنة من الطرفين.

ولعل انعقاد اللقاء الأول، بين طلاب “القوات” و”التيار” يُعتبر في ذاته تطوراً في كسر حدة الاصطفاف بين القاعدة الشبابية للقوتين المسيحيتين، لكن لا يمكن اعتباره كسراً للحلقة السياسية الخلافية، ولهذا لا يعتبر إنجازاً، انما يمكن البناء عليه لتطوير أشكال من التفاهم الشبابي يقرّب المسافات ويقلّل من حدة الصراعات في الجامعات التي شكلت خلال السنوات الماضية امتداداً للاصطفافات السياسية في البلد. فقبل الحديث عن التنسيق في الجامعات والتعاون في الانتخابات، وفق ما ورد في بيان عن الطرفين، من المهم تقويم ما حدث في المرحلة السابقة وقراءة أسباب الخلافات التي أدّت الى الاصطفاف وإقامة متاريس حزبية وسياسية، الى إشكالات على الأرض، حين ذهبت “القوات” مثلاً الى حد جعل قوى 14 آذار في الجامعات كما في خارجها، والى حد جعلها حزباً، ليس بالمفهوم التنظيمي بل بالمعنى السياسي العام، فنسبوا إليها وحدة البرنامج ووحدة الإرادة والأداة. وكذلك فعل “التيار الوطني” في نظرته الى 8 آذار، وإن كان يحاول ان يميّز نفسه عن أطراف فيها. لذا فإن أي تقارب لا يمكن أن يتبلور ما لم يضع كل فريق جسمه على مشرحة النقد وقول الأمور بجرأة، طالما نعرف أن “القوات” تجاهر بمشروعها، و”التيار” أيضاً يريد إثبات خياراته.

حتى الآن، لا نستطيع القول إن النظرة الى الواقع السياسي تتوافق منطلقاتها بين “القوات” و”التيار”، فواقع حال القوتين السياسيتين في الجامعات وفي الواقع الشعبي، يحمل توجهات مختلفة ومتباينة، وكل منهما، يسعى الى مردود لخياراته في البنية الداخلية. لذا، سننتظر الى أن يحين الوقت، لينضج الحوار السياسي أولاً، قبل ان نحكم على توجهات الطلاب في الجامعات، وما اذا كنا سنشهد نظرة مختلفة الى الاستحقاقات الطالبية كتقاليد ديموقراطية، وليست حلبة صراع لا يعترف أي طرف فيها بالنتائج حتى لو كانت مثبتة للطرف الآخر. إلى ذلك الحين سيبقى طلاب الفريقين على اصطفافاتهم السابقة.