نضجت التحالفات في زحلة، واكتملت اللوائح، بانتظار حسم بعض الأسماء العالقة. العقدة الأساس في حسم اسم المرشح عن المقعد الأرمني على لائحة المستقبل والتيار الحر. أي احتمال، ولو ضئيلاً، لابتعاد الطاشناق عن اللائحة يعطي الأمل للوائح الأخرى. لكن مصادر المستقبل والطاشناق تطمئن إلى أن الاتفاق منجز، والمرشح الأرمني في زحلة سيكون في كتلة المستقبل.
كان يفترض بتيار المستقبل والتيار الوطني الحر أن يعلنا لائحتهما في دائرة زحلة، اليوم، إلا أن عدم حسم اسم المرشح الأرمني حوّل المهرجان الانتخابي إلى «فطور عمل» بين مرشحي تيار المستقبل والتيار الوطني الحر وماكينتي التيارين الانتخابيتين، حيث يفترض أن تحسم التحضيرات للمهرجان الانتخابي الذي أرجئ إلى يوم غد. أما السبت، فيكون موعد مهرجان الكتلة الشعبية، وتعلن خلاله ميريام سكاف لائحتها. ولأن مهلة تسجيل اللوائح تنتهي يوم الاثنين، فإن هذا الموعد سيكون المهلة القصوى لإعلان لوائح كل من: تحالف حزب الله – نقولا فتوش و«التحالف الوطني» (سبعة ومستقلون).
أربع لوائح ستتنافس في زحلة للحصول على سبعة مقاعد في مجلس النواب، في معركة تكاد تكون محسومة النتائج في معظمها، إن لم تحصل مفاجآت جدية.
وبعدما سارع حزب القوات إلى حسم تحالفه مع الكتائب باكراً، عُبّدت الطريق مجدداً أمام تحالف المستقبل والتيار الوطني الحر، الذي يخوض معركة زحلة، ضامناً الحصول على ثلاثة مقاعد، وساعياً إلى الرابع. اللائحة التي تعلن غداً ستضم أربعة مرشحين عن التيار، هم: ميشال سكاف وميشال ضاهر عن المقعدين الكاثوليكيين، سليم عون عن المقعد الماروني وأسعد نكد عن المقعد الأرثوذكسي، فيما يرشّح المستقبل عاصم عراجي عن المقعد السني وجورج بوشكيان أو ماري جان بيلاجكشيان عن مقعد الأرمن الأرثوذكس، ونزار دلول عن المقعد الشيعي.
مسألة الترشيحات ساهمت سابقاً في تأخير الاتفاق بين التيارين، إذ كان المستقبل يرفض وجود أربعة مرشحين عونيين ضمن اللائحة، فيما لا يملك التيار أكثر من حاصل واحد في زحلة، مقابل وجود حاصلين للمستقبل، إلا أن المستقبل عاد وحسم موقفه بالاعتماد على النتائج التي يفترض أن تتحقق لا بالترشيحات. ومع ذلك، فإن في المستقبل من يؤكد أن ميشال سكاف ليس محسوباً على التيار الوطني الحر.
الطاشناق والمستقبل يؤكدان أن المرشح الأرمني سينضم إلى كتلة المستقبل
بقيت مشكلة المقعد الأرمني. جورج بوشكيان محسوب على الطاشناق، أي إن نجاحه في الانتخابات يعني عملياً أن الفائزين الثلاثة سيتوزعون على المستقبل والطاشناق والتيار. لكن المستقبل قادر على تأمين فوز نائبين بقوته الذاتية، فلماذا يضحي بمقعد؟ الإجابة عن هذا السؤال عطّلت إعلان اللائحة اليوم، لكن مصادر معنية في كل من المستقبل والطاشناق تعيد التأكيد أن الأمور محسومة والاتفاق المنجز على تبادل الأصوات بين زحلة وبيروت لا يزال قائماً. هذا يعني أن المرشح الأرمني في زحلة سيكون من نصيب المستقبل. لكن حتى في هذه الحالة، تتقاطع مصادر الطرفين عند التأكيد أن بوشكيان سيكون المرشح الأرمني على اللائحة، على أن ينضم إلى كتلة المستقبل في حال فوزه.
بما أن اللائحة لم تعلن، فهذا يعني أن احتمال عدم التوصل إلى اتفاق بين الطاشناق والمستقبل يبقى مطروحاً. وهذا الاحتمال كان كفيلاً بتأخر لائحتي الكتلة الشعبية وحزب الله – فتوش في إعلان اسم المرشح الأرمني على لائحة كل منهما. لكل منهما أمل في انضمام الطاشناق إلى لائحته، بما يمكن أن يعزز أصواتها بنحو 3000 صوت أرمني.
إلى حين حسم مسألة المرشح الأرمني على لائحة المستقبل – التيار الوطني الحر، أنجزت الكتلة الشعبية لائحتها، التي ستضم ميريام سكاف ونقولا المعلوف عن المقعدين الكاثوليكيين، بول شربل عن المقعد الماروني، نقولا سابا عن المقعد الأرثوذكسي، أسامة سلهب عن المقعد الشيعي، أحمد العجمي عن المقعد السني، فيما يتوقع أن تنضم لينا كوكجيان إلى اللائحة عن المقعد الأرمني، إذا لم يطرأ أي جديد في موقف الطاشناق.
وفي السياق نفسه، يرجح أن تضم لائحة حزب الله – نقولا فتوش، بالإضافة إلى فتوش عن أحد المقعدين الكاثوليكيين، كلا من: وجيه عراجي عن المقعد السني، درغام توما عن المقد الأرثوذكسي، خليل الهراوي عن المقعد الماروني، أنور جمعة عن المقعد الشيعي وإدي دمرجيان عن المقعد الأرمني.
أما الوزير السابق أشرف ريفي، فيُتوقع أن لا يخوض الانتخابات في زحلة، بسبب فشله في الانضمام إلى أي تحالف، بعد أن تخلى عنه القوات والكتائب. أما المجتمع المدني، فيسكون حاضراً أيضاً في عروس البقاع، أسوة بكل المناطق، ومن خلال «التحالف الوطني»، الذي يضم حزب سبعة ومستقلين. وستضم اللائحة: حنا حبيب عن المقعد الماروني، غسان معلوف عن أحد المقعدين الكاثوليكيين، هود الطعيمة عن المقعد السني، محمد حسن عن المقعد الشيعي وفاندا شديد عن المقعد الأرثوذكسي، فيما لم يحسم بعد المرشح الأرمني.
بالنتيجة، وبحسب ترجيحات الماكينات الانتخابية المختلفة، فإن لائحة التيارين البرتقالي والأزرق ستحصل على ثلاثة مقاعد (ماروني، سني وأرمني) مع إمكانية منافستها على مقعد رابع (الكاثوليكي أو الأرثوذكسي)، لائحة حزب الله ـ فتوش ستحصل على المقعد الشيعي وستنافس على المقعد الكاثوليكي، لائحة الكتائب – القوات ستحصل على مقعد واحد إما يذهب لمصلحة المرشح الكاثوليكي جورج عقيص أو لمصلحة المرشح الأرثوذكسي سيزار المعلوف. أما لائحة الكتلة الشعبية، فيتوقع أن تحصل على مقعد كاثوليكي لميريام سكاف، التي تثق بقدرتها على استنفار العصبية الزحلية في مواجهة الأحزاب.
وعليه، فإن كل المقاعد ستكون محسومة باستثناء المقعدين الكاثوليكيين. وإذا صدقت ترجيحات الماكينات الانتخابية، فإن سكاف ستحجز لها أحد المقعدين، فيما تدار المعركة للحصول على المقعد الثاني بين فتوش وعقيص بشكل خاص، وميشال ضاهر بدرجة أقل.
غانم والفرزلي في الغربي
حسم ثنائي حركة أمل ـ حزب الله والوزير السابق عبد الرحيم مراد اعتماد ناجي غانم مرشّحاً عن المقعد الماروني على اللائحة في دائرة البقاع الغربي ـ راشيا. وبذلك يكون غانم إلى جانب نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي، الذي بات انضمامه إلى اللائحة عن المقعد الأرثوذكسي محسوماً بعد تلقيّه اتصالاً من الرئيس نبيه برّي. وانضم الفرزلي إلى اللائحة بصفته مستقلاً، وليس مرشّحاً عن التيار الوطني الحرّ الذي لا يزال يتمسّك بترشيح منسّق القضاء في التيار شربل مارون عن المقعد الماروني، فيما يُحسب الفرزلي من حصّة الرئيس ميشال عون.