إشتعال الأجواء الإنتخابية إفتراضياً وزحمة إفطارات في زحلة
إحتدم الجدل على معظم جبهات اللوائح الإنتخابية في دائرة زحلة خلال عطلة الأعياد الطويلة، ليزيد حماوة على معركتها، ويسمح بخلط أوراق ولو محدود، يضفي طابعاً من المفاجأة على نتائج المعركة، بدلاً من توقعها المسبق قبل التوجه الى صناديق الإقتراع.
فمن جدل خلقه مع مناصري «القوات اللبنانية»، رد المرشح عيد عازار عن المقعد الارثوذكسي في لائحة «زحلة تنتفض» على تعليق لأحد رؤساء الاقسام يسأل عازار عن «مكانته» في الثورة، الى جدل أثارته رئيسة «الكتلة الشعبية» ميريام سكاف إثر إطلالة تلفزيونية لها، إستدعت أكثر من رد عبر وسائل التواصل الإجتماعي أبرزها للنائب ميشال ضاهر، بدا أن كل طرف حدد خصمه المباشر خلال هذه المعركة، وبدأ التصويب المباشر عليه، من دون أن يكون أي من هذه الأطراف قادراً على إستقطاب جمهور الآخر الملتزم. وإنما العين هي على الناخب الصامت، أو ذلك الذي يمكن إغراؤه مالياً، سواء في الشارع المسيحي أو في الشارع السني.
بالموازاة، يفترض أن تتوجه الأنظار في الايام المقبلة الى الشارع السني، وتحديداً الى مناسبتين متتاليتين يومي الخميس والجمعة، الأولى ستشكل إرساء للتحالف القائم بين «القوات» والرئيس فؤاد السنيورة الذي يلبي دعوة المرشح بلال الحشيمي الى مأدبة إفطار. والثانية هي إفطار بدارة النائب ضاهر نهار الجمعة المقبل، ذكر أنه وجهت الدعوة اليها لخمسة سفراء، ومن بينهم سفير السعودية وليد البخاري. وفيما تجنبت مصادر ضاهر التطرق إعلامياً لها، فقد شكلت المأدبة حديث الصالونات، وقد انصرفت الى تحليل الرسائل التي يرسلها السفير البخاري في حال حضوره إفطار ضاهر، علماً أن ماكينة الاخير تضع ثقلها الإنتخابي في الشارع السني سعياً لتأمين عدد أصوات تفضيلية مشابه لما ناله في إنتخابات سنة 2018، ويتفاقم الحديث في هذا الإطار عن تشغيل بعض كوادر «المستقبل» الماكينات الإنتخابية لمصلحة ضاهر من دون أن يتضح ما إذا كان ذلك بـ»قبة باط» من القيادة المركزية أم لا.
في هذا الوقت، يحتدم الحديث في الشارع السني عن عامل المال وتنافسه على الأصوات التي يمكن شراؤها منه، ويحاول أن يظهر المال كلاعب أساسي وأقوى في المعركة، الأمر الذي لا ترى مصادر سنية أنه دقيق أو يعكس الواقع الفعلي، خصوصاً أن المال الإنتخابي يتنافس بدائرة محددة فيما الدائرة الأوسع هي للناخب الذي يصوت وفقاً لقناعاته.
في الأثناء، يبدو أن كسب الشارع السني لمصلحة اللوائح يشكل عنوان المعركة الرئيسي في المرحلة المقبلة لتأمين حاصل مرتاح لكل منها، على الأقل. وقد دخل في دائرة التنافس على أصوات الناخب هنا الى جانب «سياديون مستقلون» التي يرأسها ضاهر، ولائحة «زحلة السيادة» التي شكلتها «القوات»، لائحة «الكتلة الشعبية» عبر حركة مرشحها اللافتة أحمد حمود، والمرشح السني في «لائحة التغيير» رضا الميس وتدور بينه وبين ضاهر معركة شرسة على الناخب السني، خصوصاً ان الميس كان مفتاحاً إنتخابياً أساسياً لضاهر خلال إنتخابات 2018، وتم الإستغناء عنه في المعركة الحالية، لحسابات ربحية. علما أن خوض الميس للمعركة بلائحة غير متكافئة، يمكن أن يخسر اللوائح الاخرى أصواتاً سنية ولكن من دون أن يعني ذلك قدرته على تأمين حاصل للائحته منفرداً.
وبالعودة الى جولات الجدل التي شهدتها دائرة زحلة في نهاية الأسبوع، فقد إعتبر تصويب سكاف في مقابلتها التلفزيونية على ضاهر، تحديداً لخصمها الكاثوليكي في الدائرة، خصوصاً ان الطرفين يسعيان حتى الآن لتأمين الحواصل، فيما بدا النائب جورج عقيص مرتاحاً لحاصله المضمون من خلال كتلة «القوات». ومع ذلك فقد إسترعى كلام سكاف عن الثورة، ومحاولتها التمترس ضمن هذا الفريق، جدلاً مع مناصري «القوات»، وأخذ مراقبون على مقابلتها أنها ركزت على تحديد الخصوم ومهاجمتهم من دون أن تكون قادرة على كسب قواعدهم، وتجاهلت الناخب «المتردد» الذي يمكن أن ينتخب لمصلحتها.
بالمقابل، فقد استدعى منشور للدكتور عيد عازار، يرد فيه على مسؤول قسم «القوات» في زحلة، ردوداً من مناصري «القوات» تركزت جميعها حول إثبات مرجعية الثورة، من أمها ومن أبيها في زحلة. وقد ترجم رد عازار، ومحاولته تحميل «القوات» مسؤولية رأي لناشط فيها، تحديداً لخصمه المباشر عن المقعد الارثوذكسي الذي يتركز بخاصة في لائحة «القوات»، خصوصاً أن «القوات» تعمل لتوزيع صوتها التفضيلي حتى الآن على مرشحيها الكاثوليكي جورج عقيص والأرثوذكسي الياس إسطفان، مع هامش تحرك واسع يتمتع به إسطفان في مدينة زحلة، والذي يجعل التنافس بينه وبين عازار على الناخب الصامت أيضاً.
وفيما يرتقب أن تؤدي مثل هذه النقاشات الى تنشيط الناخب «الصامت»، برز الحديث أيضاً عن تكتيك بديل قد تلجأ اليه «القوات» إذا ما تأمنت لها حواصل إضافية، او شعرت بخطر على أحد مقعديها التفضيليين، من خلال السعي لفوز المرشح الماروني على لائحتها. علما أن «التيار الوطني الحر» الذي قد لا يملك وحده حاصلاً كاملاً في زحلة، يجير كل أصواته التفضيلية لمصلحة المرشح الماروني سليم عون. مما يعني أنه حتى لو لم يتأمن له الدعم الكافي من الحليف الشيعي، يبقى صاحب الحظ الاكبر بالمقعد، خصوصاً ان لائحة تحالف «التيار» مع ثنائي «حزب الله»– حركة «أمل» تراهن على تأمين حاصلين مرتاحين حتى الآن.