Site icon IMLebanon

“التيار” يستبدل مهرجانه بلقاء و”الكتلة الشعبية” لم تقرّر بعد

 

فرملة التحضيرات لاستقبال السفير السعودي إلى مأدبة إفطار ضاهر

 

 

إزدحم جدول زحلة ودائرتها الإنتخابية بزيارات قيادات الصف الأول بدءاً من يوم الخميس. وعوّل بعض أهالي المنطقة على أن يدفعها سلوك طريق ضهر البيدر من بيروت الى محافظة البقاع، الى التحسس ببعض معاناة البقاعيين اليومية، من اقصى شمال قراه الى جنوبه، والذين يضطرون لسلوك طريقهم الدولي الأساسي بإتجاه بيروت وباقي المحافظات، ويتكبدون يومياً مخاطرها الناتجة عن الخنادق والحفر التي غزتها، من دون أن يسمعوا حتى الآن سوى وعود بتأهيلها، بل يمنّنون بمشاريع كبرى، لا يبدو تنفيذها ممكناً بالنسبة لهم، حتى لو أقرت كمشاريع قوانين داخل مجلس النواب، طالما أن البقاع ليس أولوية حتى بالنسبة لمن يعتبرون أهله خزاناً بشرياً لحضورهم السياسي.

 

وكانت هذه الطريق مدار حملة إفتراضية شنت طيلة الأسبوع الماضي على صور الناخبين وحملاتهم الدعائية المتمددة إليها، وتمنى الكثيرون لو حولت تكاليف هذه الحملات لإغلاق حفريات الطرق، لكان أهالي البقاع أكثر إقتناعاً بالتصويت لهم جميعاً.

 

ولكن يبدو أن المطبات والخنادق التي إختبرها ضيوف الصف الأول ليست وحدها التي رافقت وسترافق جولاتهم. إذ على بعد نحو أسبوعين فقط من موعد فتح صناديق الإقتراع، لم تتمكن أي من هذه القوى حتى الآن من بث نسبة الحماس التي تريدها لرفع حواصل مرشحيها.

 

وعلى رغم الحفاوة التي أحيطت بها زيارة الرئيس فؤاد السنيورة من قبل مشايخ أزهر البقاع، وقد إفتتح بها زيارات القيادات المركزية الى دائرة زحلة تحديداً، بدت مأدبة الإفطار التي اقامها المرشح بلال الحشيمي على شرفه أقل زخماً على رغم كثافة المدعوين إليها. وقد شكلت مدار بحث وتقييم بالنسبة لأعداد الحاضرين، ورمزية الشخصيات السنية المشاركة. كل ذلك وسط نقاش لا يزال يدور في الشارع السني حول المشاركة بالإنتخابات أو مقاطعتها، مع كم من الشائعات والأخبار التي تدور حول إستغلال الفراغ السياسي الذي خلفه غياب تيار «المستقبل»، في جعل الشارع سوقاً للمزايدات بالنسبة لشراء الاصوات.

 

إلا أن زيارة السنيورة مع ذلك أضفت طابعاً من التشويق على المعركة في بلدتي تعلبايا وسعدنايل اللتين غزتهما غابة من اللافتات. طغت عليها تلك التي رفعتها ماكينة الحشيمي الإنتخابية، ولكنها عكست بإمتزاجها في بعض المواقع مع رايات «حزب الله» وصور مرشحه التفضيلي، بالإضافة الى صور المرشح فراس ابو حمدان من لائحة «سياديون مستقلون»، فكرة ولو مبدئية عن عناصر التنافس الاساسية على أصوات ناخبي تعلبايا تحديداً، علماً أن زيارة السنيورة كانت الطبق الرئيسي لحملة إفتراضية شنت بوجهها من معارضي تدخله بإنتخابات البقاع. وقد رأى فيها البعض كسراً لكلمة الرئيس سعد الحريري. وبدا ان هناك من يذكّي هذه الإنتقادات سعياً لكسب إنتخابي في المنطقة، في وقت بدأت ترتفع الأصوات مجدداً للدعوة الى مقاطعة سنية، الأمر الذي، إذا نجح، يمكن أن يوقع أكثر من طرف في مأزق.

 

وزيارة السنيورة إفتتحت سلسلة من الزيارات التي تلتها وستليها في الأيام المقبلة، وأبرزها اللقاء الذي نظم مساء الجمعة لرئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل مع مناصريه. ويعول الحزب أن تشكل زيارة الجميل الداعمة للائحة «سياديون مستقلون» وللمرشح المستقل فيها سمير صادر تحديداً، مقدمة لإعادة ترتيب البيت الداخلي بعد التصدعات العميقة التي لحقت به، واستبعدت عن الإقليم إثنين من أبرز الحزبيين، اي النائب السابق إيلي الماروني ورئيس الإقليم سابقاً شارل سابا.

 

علماً أن ذيول الخلافات المستحكمة بالإقليم تعود الى ما بعد الإنتخابات النيابية السابقة التي خاضها الماروني وخسر فيها، في وقت يعيش كتائبيو زحلة حالة ترهل، تجعل الحزب الأعرق في المدينة موضع تشكيك حول حجم الكتلة الشعبية التي يمكنه تجييرها للائحة ضاهر. في المقابل، تفرملت التحضيرات التي كانت جارية لإستقبال السفير السعودي وليد البخاري الى مأدبة إفطار سيقيمها على شرفه ضاهر، وألغيت المأدبة لأسباب ذكر أنها تتعلق بمواعيد السفير وإضطراره لمغادرة لبنان، وأوضحت المصادر أن مأدبة إفطار الضاهر ليست وحدها التي اعتذر البخاري عن حضورها وإنما إعتذر عن مناسبتين ايضاً للأسباب نفسها.

 

في الأثناء بدأ «التيار الوطني الحر» تحضيراته للقاء دعا إليه مع رئيس تكتل «لبنان القوي» جبران باسيل يوم الإثنين المقبل. ولم تتحدث الدعوة الموجهة عن مهرجان إنتخابي للائحة «زحلة الرسالة» التي يتحالف فيها «التيار» مع «حزب الله» وحركة «امل» وحزب «الطاشناق»، وإنما لقاء مع باسيل. وهو ما فسر على ان اللقاء قد يكون مقتصرا على كوادر «التيار» في زحلة ومناصريه، من دون جمهور حلفائه ومناصريهم، تداركاً لأي إشكالات أو إستفزازات يمكن أن تفتعل حول الإختبار الشعبي الأول الذي يقيمه «التيار» لجمهوره في مدينة زحلة.

 

هذا في وقت لم يحدد بعد موعد للمهرجان الإنتخابي لـ»الكتلة الشعبية» التي ترأسها ميريام سكاف، مع أن المهلة تقترب من موعد الصمت الإلزامي الذي أصبح على جميع المرشحين الإلتزام به قبل 24 ساعة من فتح صناديق الإقتراع. وفي هذا الإطار تبدو حركة مرشحي لائحة «الكتلة الشعبية»، وخصوصا السني، أكثر حيوية من حركة سكاف، وهي في المقابل تستكمل مساعيها وفقاً لمصادر لترميم علاقتها مع قواعدها التي إبتعدت عنها في الفترة الماضية، وصولاً الى التواصل المباشر معها بشكل فردي، وإستعادة بعض أركان ماكينتها الإنتخابية.

 

علماً أن زحلة ستشهد اليوم السبت ايضاً إطلاقاً للائحة «قادرين نواجه» التي شكلتها حركة «مواطنون ومواطنات» وتضم أربعة مرشحين.