دبّت الحياة والنقاشات السياسية والبرنامجية في صالونات العائلات الزحلية، والمفاتيح الإنتخابية البقاعية لتجهيز أسماء لها للترشح للإنتخابات النيابية المقبلة، للبدء بخوض معركة التحالفات السياسية والانتخابية تحضيراً لـ”المعركة الكبرى” على سبعة مقاعد لتمثيل زحلة وقضائها مؤلفة من مقعدين كاثوليكيين، ومقعد لكل من السنة والأرمن والموارنة والشيعة والروم الأرثوذكس، بعدما سجلت معظم الأحزاب والتيارات السياسية تراجعاً ملحوظاً في الشارع والحاضنة الشعبية، بعد ثورة 17 تشرين وما تلاها من انهيار اقتصادي واستنزاف مالي من جيوب المواطنين والمودعين.
ففي مدينة زحلة يجد الزحليون أنفسهم أمام تحدٍّ في كيفية تمثيل “عاصمة الكثلكة في الشرق” بنائب عن أحد المقعدين الكاثوليكيين (بحسب العرف التاريخي مقعد عن المدينة وآخر عن القضاء)، فمقعد المدينة كان يشكل تاريخياً مرجعاً كاثوليكياً سياسياً في المحافل الدولية والاقليمية. وسجل على المدينة فشلها في أن تفوز بأي منهما نتيجة تحالفات تلك الأحزاب والتيارات، والتي أتت على انقاض غياب الزعامات التقليدية في المدينة عن المشهد السياسي في لبنان عامة وزحلة وقضائها خاصة.
من هذا المنطلق لا يوفر الزحليون انتقاداتهم اللاذعة لرئيسة الكتلة الشعبية مريام سكاف كوريثة لبيت سكاف العريق، والذي لم يقفل يوماً منذ ما يقارب القرن من العمل السياسي والخدماتي لأبناء المدينة والقضاء، بعد غياب غير مبرر. ما يدفع بالعائلات لأن تطلق عجلة الإنتخابات النيابية مبكراً خلافاً لباقي المناطق اللبنانية. ضمن هذا الجو بدأت لقاءات مكوكية لقوى ومجموعات ثورية بقاعية بهدف توحيدها.
وأمام هذه اللوحة البانورامية تشير الدلالات والمعطيات الميدانية أن زحلة والقضاء سيشهدان معركة “كسر عظم” انتخابية من العيار الثقيل ويرجح أن تخاض بخمسة لوائح مكتملة تستعمل فيها جميع الأسلحة من تجييش طائفي ومناطقي والمال الانتخابي”.
الأولى لائحة تحالف تيار المستقبل مع مرشحين مستقلين، وتقول اوساط مستقبلية لـ”نداء الوطن” أن التيار ليس أفضل حالاً، وشهد تراجعاً في شارعه السني البقاعي الذي يعتبر خزانه الشعبي والتجييري. انما سيخوض الانتخاب بمعزل عن اي تحالف مع احزاب وتيارات سياسية بثلاثة أسماء، واحد عن المقعد السني والثاني عن المقعد الماروني والثالث عن المقعد الشيعي، وذلك رغم دخول منافس جديد في الوسط الشعبي السني، مغلف بحركة “سوا” المدعومة من رجل الأعمال بهاء الدين الحريري شقيق الرئيس سعد الحريري، والتي بدأت جولاتها على مفاتيح وفاعليات اجتماعية وعشائرية.
وبحسب مصادر مقربة من “سوا” أن الحركة تتواصل مع جميع قوى 17 تشرين، للوصول الى لوائح ائتلافية لقطع الطريق امام قوى السلطة ربحها بالاصطياد في الماء العكر. وأكد المصدر أنها حالياً ليست بصدد ترشيح أي اسم في البقاع انما بانتظار ما ستؤول اليه مروحة الاتصالات.
وتوضح مصادر قيادية في التيار، أن المستقبل باستطاعته تأمين حاصلين وكسور بأقل تقدير، وان التيار أمامه ثلاثة احتمالات اما خوض الانتخابات بلائحة منفردة او بتحالف مع النائب ميشال ضاهر، او مع مريام سكاف، او مع الاثنين في لائحة واحدة، تحالف التيار مع مستقلين قد يصل الرقم الى اربعة حواصل، باعتبار أن تشتت الأصوات وازدياد عدد اللوائح يؤدي الى تدني الحاصل.
والثانية لائحة تحالف الوطني الحر مع “حزب الله”، وتشير اوساط مقربة من الحزب أن المقعد الشيعي في البقاع الاوسط حسم لصالح الحزب، والثابت تبديل النائب أنور جمعة بإسم شخصية تكون قريبة من الناس بعدما تسبب جمعة بحملة انتقادات واسعة في الوسط الشعبي الشيعي.
وأشارت مصادر متابعة أن الحزب بصدد ابلاغ التيار الوطني الحر أن أحد شروط تحالفه معه هو تبني ترشيح مستشار رئيس الجمهورية سليم جريصاتي وذلك بطلب خاص من الرئيس السوري بشار الأسد. ويقال أن هذا الإحتمال يزعج النائب سليم عون وقد يدفعه إلى التواصل مع رئيسة الكتلة الشعبية مريام سكاف التي أبدت رفضها التحالف مع الوطني الحر أو مع حزب القوات.
واللائحة الثالثة لائحة حزب القوات اللبنانية والتي ما زال اسم النائب جورج عقيص يتصدر كافة الأسماء القواتية عن المقعد الكاثوليكي، وباقي المقاعد، فتصرّ قيادة القوات في البقاع على ضرورة خوض الانتخابات منفردة بمعزل عن اي تحالف باعتبار ان حاصلها الانتخابي مؤمن فيما العمل ينصب على تأمين الثاني.
اما الرابعة فهي لائحة قوى 17 تشرين التي تجري اتصالات ولقاءات بين قوى ثورية ومرشحي عائلات زحلية مستقلة بهدف تشكيل لائحة بوجه لوائح احزاب السلطة، برزت من هذه أسماء كل من نجيب الحاج شاهين عن أحد المقعدين الكاثوليكيين، دكتور غسان المعلوف عن المقعد الآخر، عدا عن أسماء عديدة بانتظار غربلتها من قبل القوى والمجموعات.
أما اللائحة الخامسة تؤكد المعطيات أنه بحال تحالف المستقبل مع النائب ميشال ضاهر، من المتوقع ان تتجه سكاف الى تأليف لائحة مكتملة، حيث برزت بعض الأسماء فيها عن المقعد الكاثوليكي الثاني نقولا ناصيف العموري الذي خاض الانتخابات في الدورة السابقة على لائحة سكاف، وارفدها بنحو الفي صوت مما ثبّت حضوره بالإضافة إلى مروحة اتصالات تجريها سكاف مع أسماء ومرشحين وقوى.