“حزب الله” و”التيار” تجمعهما اللائحة ويفرّقهما الخطاب
لم تحمل الساعات الأخيرة التي سبقت إنتهاء مهلة تسجيل اللوائح التي ستخوض إنتخابات أيار المقبل اي جديد على صعيد دائرة زحلة، باستثناء الخلاف الداخلي الحاد الذي دبّ في أوساط «إئتلاف البقاع الأوسط – الثورة والتغيير» وقد أخرجه على ما يبدو من السباق الى المجلس النيابي، بعد أسابيع من الأخذ والرد بين مجموعة منه وبين حركة زحلة تنتفض.
هذا الخلاف أدى الى ولادة لائحة جديدة ضمت مرشحَين من مرشحي الإئتلاف سابقا هما طوني الخوري عن المقعد الماروني ولينا كوكجيان عن المقعد الأرمني، واللذين تبرأ منهما الإئتلاف، الى جانب خليل يونس عن المقعد الكاثوليكي، حسين الخطيب عن المقعد الشيعي ورضا الميس عن المقعد السني. وفيما نفت كوكجيان أن تكون اللائحة مشكلة بدعم من «حركة سوا»، فإن انضمام المرشح السني رضا الميس إليها، قد يكشف حقائق مغايرة في الايام المقبلة، خصوصاً أن معلومات كانت قد تحدثت عن تقارب سابق بين الأخير و»حركة سوا» علماً أن دخولها في معركة دائرة زحلة سيفرض مزيداً من الضياع في الشارع السني، وخصوصاً في ظل غياب بوصلة سياسية تحدد وجهة واضحة لأصوات الناخبين.
ومع خروج الإئتلاف من المعركة الإنتخابية، أصبحت «زحلة تنتفض» المجموعة الثورية البقاعية الوحيدة التي ستخوض معركة الإنتخابات بلائحة من خمسة مرشحين في دائرة زحلة، الى جانب «حركة مواطنين ومواطنات في دولة» التي تخوض المعركة بعناوين سياسية عريضة وموحدة بين أكثر من دائرة إنتخابية على صعيد لبنان.
في المقابل جاء إعلان «لائحة الكتلة الشعبية» التي تترأسها ميريام سكاف، ولائحة تحالف «حزب الله» مع «التيار الوطني الحر» وحزب «الطاشناق»، كما كان متوقعاً لجهة المرشحَين اللذين ضمتهما اللائحتان.
فحسمت سكاف الجدل الذي أثير حول مرشحها الماروني بتسمية المصرفي مارون مخول، بعد ما أظهره الأخير من خلال ما نشره على صفحة فايسبوك من تردد بين الترشح وعدم الترشح. وضمت اللائحة الى جانب سكاف ومخول كلاً من محمد شفيق حمود عن المقعد السني، فوزات دلول عن المقعد الشيعي، العميد سامي نبهان عن المقعد الارثوذكسي، وناريغ أبراهاميان عن المقعد الارمني.
فيما أعلن «التيار الوطني» و»حزب الله» لائحة تحالفهما من دون رئيس كاثوليكي، وسميا ربيع عاصي عن أحد المقعدين الكاثوليكيين، الى جانب كل من رامي أبو حمدان عن المقعد الشيعي، سليم عون عن المقعد الماروني، حسين ديب صالح عن المقعد السني، وجورج بوشيكجيان عن المقعد الارمني.
إلا أن العدد في زحلة إرتفع الى ثماني لوائح، مع تسجيل لائحة إضافية تحت تسمية «القول والفعل» وتضم مجموعة من المرشحين الذين لم يوفقوا بالإنضمام الى أي من اللوائح المذكورة. من دون أن يعني تشكيلها أنها ستكون قادرة على الدخول جدياً في السباق الإنتخابي، وتأمين الحواصل التي يحسب لها حساب خلال المعركة.
بالمقابل، إذا كانت معركة الحاصل أساسية بالنسبة للائحتي سكاف، و»زحلة تنتفض»، فهي تبدو شبه متوفرة في لوائح ثلاث أساسية وهي الى جانب لائحة تحالف «حزب الله» و»التيار الوطني الحر»، لائحة «سياديون مستقلون» التي شكلها ويرأسها النائب ميشال ضاهر، ولائحة «زحلة السيادة» التي شكلتها «القوات اللبنانية». والأخيرة تضم مرشح الرئيس فؤاد السنيورة بلال الحشيمي ومرشحين كاثوليكيين لـ»القوات» خلافاً لجميع اللوائح الأخرى التي تشكلت بكاثوليكي واحد. وعليه، فإن «القوات» ستخوض معركة الصوت التفضيلي الذي حسمته للنائب جورج عقيص والمرشح الأرثوذكسي الياس إسطفان. وحسماً لكل ما يحكى عن تحول معركتها الى تنافس بين مرشحيها التفضيليين في زحلة، وصف النائب عقيص الكلام «بحديث غبي» مؤكداً ان من يصوت لـ»القوات» يصوت لنهج ورؤية ومشروع أياً يكن من سيحمل المشروع.
في الأثناء، تتنوع العناوين التي تخوض من خلالها اللوائح معاركها الإنتخابية. ففيما بدت «القوات» أكثر وضوحا في اعتبار الإنتخابات مواجهة مباشرة مع «حزب الله» وسلاحه، يتوجه النائب ميشال ضاهر الى تعزيز خطابه الإقتصادي بشكل أوسع. أما خطاب المواجهة مع السلطة بكل مكوناتها فتتبناه «زحلة تنتفض»، فيما ستسعى سكاف الى استجرار العاطفة مجددا لبيت سكاف وتتهم الاحزاب بمحاولة إغلاقه، بعدما تعذر عليها ان تقدم خطابها المواجه للسلطة القائمة. أما لائحة تحالف «التيار» و»حزب الله»، فلا يبدو انها ستكون قادرة على بلورة خطاب واحد أو مشروع واحد، فخطاب الثاني يحرج الحليف المسيحي، وخطاب الأول لا يقنع الحليف الشيعي، ما قد يخلق إزدواجية في الخطاب شبيهة بتلك الممارسة حالياً في السلطة.
وبانتظار ما ستحمله الايام المقبلة من تطورات، تبدو «القوات» وماكينتها الإنتخابية الأكثر حضوراً حتى الآن في مدينة زحلة، وقدّمت نموذجاً عن حسن تنظيمها خلال الذكرى السنوية لشهداء زحلة في 2 نيسان، التي تخللتها كلمة لرئيس القوات سمير جعجع اعتبر فيها أن معركة زحلة ولبنان اليوم تشبه معركة زحلة في نيسان 1981 التي جعلت زحلة مدينة عالمية ومهدت الطريق أمام انتخاب بشير الجميل رئيساً للجمهورية في 23 آب 1982، وقد شكل الإحتفال إختباراً شعبياً إستباقياً لمعركة الإنتخابات. مع توقعات بأن تحمل الايام المقبلة تنشيطاً لماكينات باقي الفرقاء، في سعي لإضفاء حماوة على معركة، لا يبدو حتى الآن أنها قادرة على تحفيز الناس على الإقبال الكثيف على صناديق الإقتراع.