Site icon IMLebanon

كل مرشح يسعى إلى حاصل ولا يلعب في غير ملعبه

 

مكاتب “القوات” الإنتخابية تسيطر على الجو العام في زحلة

 

 

يكثف مرشحو كافة اللوائح الإنتخابية في دائرة زحلة حراكهم الإنتخابي، ليبدو كل منهم في حلقة سباق، يسعى فيها الى مراكمة الأصوات التفضيلية، في وقت لا يبدي الناخبون حماساً مشابهاً للإقتراع، في ظل خطاب سياسي يستنسخ نفسه منذ سنوات، وإنما هذه المرة وسط أزمة إقتصادية ومالية لا يتوقع كثيرون أن تؤمن الإنتخابات النيابية المخرج منها.

 

وعليه تضج وسائل التواصل الإجتماعي قبل أقل من أربعة أسابيع على فتح صناديق الإقتراع، بصور وأخبار الجولات والزيارات والمهرجانات والمعايدات التي تؤمن إطلالات إضافية للمرشحين. ويحاول مرشحو بعض اللوائح أن يعوضوا بهذه الزيارات عن غياب الخطاب السياسي أو حتى الإقتصادي المقنع للناخبين، من دون أن تبدو زحلة حتى الآن مقبلة على رفع حواصلها الإنتخابية وخصوصاً في الشارعين المسيحي والسني.

 

السمة الأساسية الطاغية على معظم تحركات المرشحين، أنها تتم بشكل فردي من كل مرشح، خصوصاً أن القانون الإنتخابي المعمول به، يفرض التنافس بين أعضاء اللائحة الواحدة للحصول على الأصوات التفضيلية، مع ملاحظة أساسية تقوم على احترام خصوصيات المرشحين في بيئتهم الطائفية، بحيث تقتصر زيارات كل مرشح في البيئة الطائفية التي تتناسب مع المقعد الذي يترشح له. علماً أنه في دائرة زحلة 7 مقاعد تمثل 6 طوائف أساسية، ما يعزز الفرز الطائفي الذي يخلفه القانون الإنتخابي، ويقلل من أهمية النواب المنتخبين لاحقاً خارج بيئاتهم الطائفية.

 

صحيح أن معركة زحلة هي بين 8 لوائح مسجلة في وزارة الداخلية، ولكن 5 من هذه اللوائح فقط، مؤهلة للدخول فعلياً في حلبة السباق على الحواصل، مع جهود مضاعفة تبذلها 3 منها على الأقل. علماً أن المرشح السني رضا الميس على لائحة «التغيير» وهي لائحة من خارج اللوائح الـ5 المذكورة، دخل في حلقة السباق الجدي، لتبدو الغاية من حركته حتى الآن، فرملة لائحة «سياديون مستقلون» وخصوصا رئيسها ميشال ضاهر في سعيه لكسب الأصوات داخل المجتمعات السنية.

 

هذا الواقع يجعل كل مرشح على لائحة معنياً بحاصل، ويصبح تأمينه أصعب من خارج الكتل الحزبية المنظمة، وهي الكتل التي تبدو أكثر إرتياحاً لحاصلين أو حاصل مع كسر أعلى بالحد الأدنى، فيما تعويل معظم مرشحيها غير المفضلين، على مفاجآت يمكن أن توصلهم الى الندوة البرلمانية بـ»فلتة شوط». ومن هنا يحاول كل مرشح في أي لائحة أن يتمسك ولو بخيط من جدية ترشيحه.

 

بدءاً من لائحة «زحلة السيادة» المدعومة من «القوات اللبنانية»، تلفت الحركة المكوكية لمرشحيها المفضلين جورج عقيص عن المقعد الكاثوليكي والياس إسطفان عن المقعد الأرثوذكسي. وفيما تبدو «القوات» مهيمنة بحملاتها الدعائية الموحدة في كل المناطق وتسيطر مكاتبها الإنتخابية على الجو الإنتخابي العام في زحلة، فإن تعويلها حتى الآن يبدو على كسب الناخب الصامت، لضمان حاصل ثانٍ مرتاح يجنبها المفاجآت اللاحقة. وتلفت في هذا الإطار الحركة الإنتخابية التي تعتمد أسلوب الحوار المباشر والعشوائي مع عينات مختلفة من المجتمع، وخصوصا من المرشح إسطفان. وقد يرتبط ذلك بالقناعة السائدة أنه في حال أمنت «القوات» حاصلاً مرتاحاً لعقيص، فإن كتلتها الصافية ستحتاج الى مدها بالناخبين المترددين لتأمين فوز إسطفان أيضاً، مع خطورة أن يكون الحاصل الثاني للمرشح السني بلال الحشيمي إذا حصل على نسبة تصويت أعلى من إسطفان.علماً أن سباق الحشيمي في هذه اللائحة هو الأصعب، خصوصاً ان الخطاب الداعي الى عدم تسليم مقعد زحلة السني لـ»حزب الله»، ليس مقروناً بتأمين كتلة سنية وازنة في المجلس النيابي، في وقت يواجه الحشيمي جبهتين، أولاً جبهة الداعين الى مقاطعة الإنتخابات، وثانياً جبهة الممانعين للتحالف مع «القوات»، مع ما يرافق ذلك من نبش لبعض تاريخ الشارعين.

 

الى لائحة «زحلة الرسالة»، التي تضم تحالف «التيار الوطني الحر»، «حزب الله» و»الطاشناق»، ومرشحين مستقلين عن المقعدين الكاثوليكي والسني إضافة الى المرشح الارثوذكسي القريب من «التيار» أيضا. تسود قناعات لدى الناخبين بأن هذه اللائحة تنطلق من حاصلين مرتاحين على الأقل تؤمنهما كتلة الناخب الشيعي تحديداً، إنما الخلاف هو حول كيفية تجيير الاصوات التفضيلية، وما إذا كان «حزب الله» مستعداً لدعم النائب سليم عون بقسم منها، وخصوصاً بعدما نكث بوعده سابقاً للنائب نقولا فتوش، علما أن أي خلل في توزيع أصوات هذه اللائحة يمكنه أن يقلب المعادلات بالنسبة لتوقعات الفوز المرتقبة حتى الآن.

 

الى لائحة «سياديون مستقلون» التي يرأسها النائب ميشال ضاهر، ويهيمن على كامل صورتها، في وقت تسترعي حركة ماكينته الإهتمام خصوصاً في المجتمعات السنية، وسط ما بدأ البعض يتداوله عن مبادرة قياديين مسؤولين في تيار «المستقبل» في البقاع، الى تحريك الماكينات الإنتخابية بشكل مخالف لإرادة قيادة «المستقبل». وان صحت هذه المعلومات فإنها ستضع هذه الماكينات بخدمة الجهة التي تمولها تحديداً.

 

في المقابل، يعير المراقبون إهتماماً لما يمكن أن يتسبب به عدم الحماس الإنتخابي من تراجع في حجم الحواصل، وهو ما يرى البعض أنه يصب بمصلحة لائحة «الكتلة الشعبية» التي ترأسها ميريام سكاف، إنما من دون أن يعني ذلك أن الحاصل الإنتخابي، إذا توفر لـ»الكتلة الشعبية» سيكون من نصيب سكاف، وهذا سيؤدي حتما الى فلتة شوط محتملة في هذه اللائحة أيضا. وتبدو لافتة في هذا الإطار حركة المرشحين المستقلين على لائحة سكاف وخصوصا المرشحين السني والماروني، وتطغى في بعض الأحيان على حركة سكاف، خصوصاً أن الأخيرة لم تحدد حتى الآن موعداً لمهرجان لائحتها، الذي بإحيائه من امام دارة سكاف يمكن أن يستدرج العطف مجدداً الى هذا البيت.

 

لائحة «زحلة تنتفض» هي من اللوائح التي تسعى لتأمين حاصل أيضاً، ولولبها الأساسي هو المرشح عيد عازار، ويعتمد بشكل أساسي على صوت الناخب الصامت الراغب بالتغيير. إلا أن تحفيزه يتخطى الإحترام الذي يلقاه عازار في المدينة ليقترن أيضاً بأداء الأحزاب ولوائحها في المدينة، والذي إما أن ينفّر الناخبين، أو يجذبهم الى خطابه، أو يدفعهم الى استرخاء تام. والحالتان الأخيرتان لا تصبان في مصلحة «زحلة تنتفض».