إذا كان وضع الكهرباء في لبنان كارثيا، وتأمين الكهرباء 24 ساعة لا يزال بعيداً وفق ما صرّح به النائب محمد قباني اثر جلسة لجنة الاشغال، فإن مؤسسة كهرباء زحلة تخالف هذه النظرية والدليل نجاحها في تأمين الكهرباء 24/24 ساعة. وقد يؤدي نجاح التجربة الى تعميمها على مناطق أخرى تنتظر توقيع الوزير المختص.
باشرت مؤسسة كهرباء زحلة في تأمين التيار 24/ 24 ضمن مراحل تجريبية منذ نحو ثلاثة اسابيع، الا أن التجربة الاخيرة والتي كانت فجر الثلثاء الماضي اي منذ نحو الاسبوع، فقد سجلت نجاحاً بحيث لا تزال من حينها الكهرباء مؤمنة من دون انقطاع في مناطق زحلة، وهناك توجّه في ان تستمر بشكل دائم.
في هذا السياق، أعلن النائب عاصم عراجي أن زحلة دخلت في مرحلة الكهرباء 24 على 24 كما وعد مدير المؤسسة اسعد نكد منذ نحو الاسبوع. ووصف البداية بالممتازة، معرباً عن اسفه للخسارة المالية التي تتكبدها مؤسسة كهرباء لبنان نتيجة الهدر.
وقال لـ»الجمهورية»: إن أهل زحلة أبدوا تجاوباً لافتاً مع نكد ووقفوا الى جانبه ودعموه أكثر مما فعلت الدولة، حتى أن اهالي المنطقة زرعوا الطرقات باليافطات المرحبة والشاكرة لخطوة نكد ولكهرباء زحلة.
وأمل عراجي تعميم هذه التجربة على كل لبنان. وأشار الى أن الاسعار التي ستجبى أقل بكثير من تلك التي كان يفرضها أصحاب المولدات إذ كانوا يجبون 50 دولاراً عن كل 5 امبير. ورأى ان الحل الوحيد للكهرباء في لبنان عبر الخصخصة وانشاء شركات خاصة تبقى تسعيرتها مراقبة من قبل الدولة.
وعن وضع أصحاب المولدات الخاصة اليوم، علماً انهم سبق وحذروا نكد من المضي في هذا المشروع، قال: ان اصحاب المولدات استفادوا كثيراً وكفاهم. وكشف أنهم عرضوا عليه منذ نحو ثلاثة اسابيع التوسط مع نكد للسماح لهم بتأمين الكهرباء 4 ساعات، على أن يؤمن نكد الكهرباء 20 ساعة، الا أن هذا الاتفاق لم يمش ونكد وعد اهل زحلة بتأمين الكهرباء 24 ساعة ولن يتراجع.
ولفت الى أن مؤسسة الكهرباء تؤمن الكهرباء اليوم الى مدينة زحلة ونحو 20 قرية مجاورة، والملفت ان القرى المجاورة لتلك التي تتغذى من كهرباء زحلة يسعى رؤساء بلدياتها وأهلها للتوسط مع نكد لمّدهم بالكهرباء ايضاً.
جبيل تنتظر
انطلقت تجربة زحلة ، لكن ما المانع من أن تتمدّد الى امتيازات كهرباء أخرى؟
رئيس مجلس ادارة «امتياز كهرباء جبيل» ايلي باسيل أكد لـ«الجمهورية» أن المؤسسة سبق وأجرت دراسة على هذا الموضوع، وهي تعتزم أن تتقدم الاسبوع المقبل من مجلس الوزراء بطلب لتأخذ صفة رسمية وقانونية. وشدّد على أن القانون يسمح لامتياز كهرباء جبيل بانتاج طاقة على عكس ما يُشاع.
وناشد باسيل وزير الطاقة ان يعطي موافقته التي تسمح لنا بإنتاج الكهرباء. وقال:ان تمكننا من انتاج الطاقة يتطلب توقيع وزير الطاقة فقط لا غير، وايضاً على عكس ما يشاع فالقرار لا يحتاج الى موافقة مجلس الوزراء.
تابع باسيل: بعد توقيع وزير الطاقة على طلبنا نحتاج الى عام على أبعد تقدير للتمكّن من انتاج طاقة كهربائية. ولفت الى أن هذا المشروع من شأنه أن يوفر على المواطن اللبناني نحو 36 في المئة من فاتورة الكهرباء التي يدفعها راهناً. أضاف: من شأن هذا المشروع أن يغذي كل مناطق ساحل جبيل، وهو قابل للتمدّد بمعنى انه يمكن بيع طاقة الى الدولة اذا رغبت في ذلك، على قدر ما تريد.
وعزا ذلك الى أن ممولي المشروع هم مصرف لبناني ومتمولين محليين. ولفت الى ان المعمل الذي يريدون انشاؤه يؤمن التيار الى نحو 30 الف منزل قابل للتوسع ليؤمن التيار الى أكثر من 100 الف منزل. ويتميز المعمل وفق باسيل بأنه يعمل على الفيول الثقيل، على ان يتم تحويل عمله الى الغاز متى توفر.
لجنة الاشغال
وكانت لجنة الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه عقدت جلسة أمس خصصتها لقطاع الكهرباء برئاسة النائب محمد قباني وحضور وزير الطاقة والمياه ارثور نظريان، والمدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك.
قال قباني بعد اللقاء: ان الوضع الحالي في قطاع الكهرباء هو كارثة مستمرة والوعد بتأمين الكهرباء 24 ساعة ما زال بعيدا. هناك خسارة حوالى ملياري دولار كل سنة ولم يتم الالتزام بالقوانين الثلاثة التي صدرت وهي 462 عام 2002 و181 عام 2011 و281 عام 2014».