أنهت ماكينة الكتلة الشعبية أمس إحصاءها التدقيقي الثالث للوائح المقترعين، ووزعت لوائح الناخبين الذين يتعين على كل ناشط في الكتلة الشعبية أن يؤمن بنفسه وصولهم إلى مركز الاقتراع وانتخابهم لائحة الكتلة. وفي الوقت نفسه، تمكنت ماكينة الأحزاب من عقد أول اجتماع تنسيقي لبحث اللوجستيات الانتخابية بدل تقاسم الحصص وكيفية توحيد جهود الماكينات الانتخابية الأربع.
وتشير المعطيات التحضيرية لمعركة الأحد إلى أن الضرر الأكبر الذي لحق بماكينة الأحزاب جاء من ماكينة فتوش التي حجزت مسبقاً غالبية سيارات الأجرة والفانات، بعدما حجزت اللوائح الإعلانية وكل من يعرضون شرفاتهم وأسطح بناياتهم للإيجار، وحتى المطاعم والكافيتريات المجاورة لمراكز الاقتراع.
وتتوقع ثلاث ماكينات جدية أن تتقدم لائحة الكتلة الشعبية على لائحة الأحزاب في أحياء حوش الأمراء، الراسية الفوقة، الراسية التحتا، مار الياس، مار مخايل، مار أنطونيوس، الميدان الغربي، الميدان الشرقي، سيدة النجاة، التويتة، تعنايل، الكرمة، الكرك، المعلقة الشمالي، حوش الزراعنة والبربارة (حيّ رئيس لائحة الأحزاب أسعد زغيب). وتنبئ أرقام الماكينات الثلاث بتقدم فتوش على لائحة الأحزاب في عدة أحياء. وتأمل ماكينة فتوش أن تنجح في ختام اليوم الانتخابي بالقول إن مرشحها نال ضعف عدد الأصوات التي سينالها مرشحو القوات اللبنانية. علماً أن جزءاً كبيراً من هذه الأرقام الجدية وصل إلى معراب، ما اضطر رئيس حزب القوات اللبنانية إلى تجاوز كل حساسياته تجاه تيار المستقبل والتوجه إلى منزل رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري للبحث عبثاً عن «حل لزحلة».
وكانت الأحزاب تعوّل على تفوقها على الكتلة الشعبية في الأقلام المسيحية، ليمكنها القول إنها خسرت بسبب الصوتين السني والشيعي كما اعتادت تبرير هزائمها في استحقاقات انتخابية سابقة. لكن الواضح مع تزييت الجميع لماكيناته أن ماكينة فتوش قامت بعمل كبير في البيئة الحاضنة للأحزاب، في ظل تهامس الماكينات بأن لائحة موسى فتوش ليست اللائحة الثالثة في المدينة كما يروّج، بل ستكون اللائحة الثانية. ومن اطلع على الأجواء الحقيقية للماكينات الانتخابية في زحلة أمس اكتشف أن تحدي الأحزاب ليس التقدم على لائحة الكتلة الشعبية التي يصعب جداً التقدم عليها بحكم دخولها المعترك الانتخابي بأكثر من أربعة آلاف صوت في أقلام نفوذ حزب الله وحركة أمل وتيار المستقبل، فيما تتوقع ماكينة الكتلة أن تتعادل لائحتها مع الأحزاب في الأقلام المسيحية. وبات تحدي الأحزاب بالتالي هو التقدم على فتوش في ظل الاستنفار الاستثنائي لماكينته. وتاريخ زحلة حافل في هذا السياق بالمفاجآت.