IMLebanon

انتخابات بلدية زحلة: زعامة آل سكاف «على المحكّ»

لم تعد المعركة التي يخوضها آل سكاف لتثبيت زعامتهم في زحله محصورة في مواجهة الخصوم وحلفاء الأمس فقط، بل إن الخلافات التي خرجت الى العلن بين أبناء العائلة الواحدة، توحي بأن وضع الكتلة الشعبية بعد رحيل زعيمها إلياس سكاف لم يعد كما كان قبله.

«زعامة آل سكاف على المحكّ». هذا ما يُجمع عليه متابعون للشأن الزحلي من حلفاء وخصوم، لأسباب عدة عوامل، أولها « الفراغ الذي تركته شخصية الراحل الذي كان يتحلى بصفات تجعله قادرا على مواجهة العقبات التي كانت تعترضه بالدبلوماسية والروية حيناَ، وبالحزم أحياناً». وثاني هذه العوامل، «توتر العلاقة بين أرملة الراحل ميريام سكاف وراعي أبرشية الفرزل وزحلة للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام درويش، الذي يتربع على كرسي روحي يدير شؤون أكبر تجمّع كاثوليكي في الشرق». وثالثها، «فرضته الظروف المستجدة على الساحة المسيحية، بعد التحالف القواتي ــــ العوني في الإنتخابات البلدية المقبلة».

الى ذلك، وبحسب المصادر نفسها، «تسود حال إستياء عارمة بين أنصار الكتلة ومؤيديها. إذ أبدى كثيرون إعتراضهم على الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، والحفاوة التي حظي بها من قبل سكاف وأركان الكتلة، على رغم ان هذه الزيارة لم تلب رغبة الحريري بترتيب لقاء بين سكاف وخصمها اللدود إيلي ماروني، لبناء تحالف بين الكتائب والكتلة لمواجهة تحالف القوات – عون ــــ فتوش. آخر هذه العوامل، « ظهور الخلافات بين أبناء العائلة بعد رحيل سكاف». ولا يخفي المتابعون التداعيات السلبية التي قد يخلّفها الإشكال الذي حصل في أحد مطاعم زحله بين عضو المجلس البلدي شفيق سكاف من جهة، ويوسف سكاف والمستشارة الإعلامية للكتلة الشعبية نيفين هاشم من جهة اخرى، والذي تخلله تلاسن وتدافع بالأيدي، ما دفع بالأخيرة الى تقديم دعوى قضائية ضد الأول بجرم قدح وذم وتشهير.

مصدر مقرب من الدائرة الضيقة في الكتلة، نفى وجود خلافات عميقة بين أفراد العائلة مؤكداً أن «كل ما في الأمر هو إختلاف بسيط في وجهات النظر على بعض التفاصيل، إضافة الى ان الست ميريام تعمل على لملمة الوضع وعدم تطوّر الأمور الى الأسوأ إن من الناحية القضائية او على صعيد الحرص على تماسك العائلة». ولم ينف المصدر تبني الكتلة لدعم سكاف لمنصب رئيس البلدية بدلاً من الرئيس الحالي جوزف دياب المعلوف، في حال التمديد للمجالس الحالية، اما في حال اجراء الانتخابات فيمكن تبني شخص آخر والأمور مرهونة بأوقاتها».

وفي السياق، لا تزال صورة التحالفات في زحله ضبابيّة بسبب ترجيح كفة تأجيل الإنتخابات، إذ إن الجميع ينتظر دعوة الهيئات الناخبة وتحديد المواعيد لإجرائها، لكن ذلك لا يحجب ما يدور داخل الغرف الضيقة من تحالفات بدأت بوادرها تلوح بالأفق، إذ تتجه الأمور الى التنسيق بين التيار الوطني وحزب القوات، فيما الأخير يسعى بدوره الى التواصل مع حزب الكتائب لإشراكه في تأليف لائحة إئتلافية والتوافق على دعم ترشيح رئيس البلدية السابق، الذي لا يعترض عليه آل فتوش. وفي المقابل تسعى السيدة الى تأليف لائحة مستقلة بالتعاون مع الفعاليات الإقتصادية والإجتماعية في المدينة، بعد اطمئنانها الى وقوف تياري المستقبل والمردة الى جانبها.