هل يتحالف التيار الوطني الحرّ مع القوات اللبنانية؟ ما هو موقف الكتلة الشعبية بعد غياب زعيمها الذي خاض معركة «بلديات 2010» تحت شعار «الاستقلالية» وربحها منفرداً؟ أي دور سيلعبه راعي أبرشية الفرزل وزحلة لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام درويش بعد توتر علاقته بالسيدة ميريام سكاف إثر وفاة زوجها؟ أين سيتموضع كلّ من حزب الكتائب وفريق الوزير نقولا فتوش في ظل التطورات المستجدة على الساحة الزحليّة؟ هذه وغيرها أسئلة كثيرة بدأت تطرح نفسها بقوة في «عروس البقاع»، مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في أيار المقبل.
التحفّظ سيد الموقف حالياً لدى مختلف الأفرقاء في زحلة. ما يدور في الكواليس لم يظهر الى العلن، من دون أن يعني ذلك أن كل فريق أنجز استعداداته لخوض معركة لم تظهر معالمها بعد. متابعون للشأن الزحلي يؤكدون أن «التحالف بين التيار الوطني والقوات اللبنانية طبيعي أن يحصل، بعد لقاء معراب، لكن لا يمكن توقّع ما ستحمله الأيام المقبلة من مفاجآت قد تقلب الأمور رأساً على عقب». تستبعد المصادر «حصول أي تلاق بين الكتلة الشعبية وآل فتوش الذين يتحدث مقرّبون منهم بأنهم على استعداد للتعاون مع العونيين وبالتالي مع القوات، فيما لا تزال الأمور ضبابية عند الكتلة الشعبية التي لا تزال تلتزم الصمت، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الكتائب اللبنانيّة».
بعد الوضع المستجد على الساحة المسيحية عامة والزحلية خاصة، تتجه الأنظار إلى موقف كتائب زحلة تحديداً، الذي يتجنّب رئيس إقليمه يوسف أبو زيد الخوض في تفاصيله، مكتفياً بالقول «بدأنا بالتحضيرات وليس لدينا لائحة مكتملة، بل مرشحون نتحفظ على ذكر أسمائهم إلى حين وضوح الصورة، ومن المبكّر الحديث عن تحالفات أو الدخول بلوائح ائتلافيّة». من جهته، لم ينف منسق هيئة زحلة في التيار الوطني الحر، قزحيا الزوقي، وجود توجهات للتحالف مع القوات اللبنانيّة، «وهذا لا يعني أننا غير منفتحين على باقي الأفرقاء، لأن هدفنا ردّ البلدية الى دورها الإنمائي بعيداً عن الحسابات والمناكفات السياسية، ونحن نقف في منتصف الطريق لتحقيق هذه الغاية. كذلك نسعى الى تكوين لائحة توافقية تضم جميع القوى الأساسية في المدينة». موقف الكتلة الشعبية توضحه المسؤولة الإعلامية فيها نيفين الهاشم، بالقول: «يدنا ممدودة للجميع، وتسعى السيدة ميريام سكاف للوصول الى صيغة توافقية، تجنّب المدينة خضّات أعتقد بأن الجميع في غنى عنها، ونحن جاهزون لخوض المعركة ولدينا مرشحون نفضّل حالياً عدم ذكر أسمائهم، فالأمور مرهونة بأوقاتها». بدوره، لا يمانع ميشال تنوري، مسؤول القوات اللبنانية في زحلة، بالوصول الى لائحة توافقية أو ائتلافية تضم مختلف الأفرقاء الأساسيين في المدينة، «لكن بحسب الأحجام»، كاشفاً عن توصيات للتنسيق والتواصل مع التيار الوطني الحرّ، ليس في المدينة فحسب، بل في جميع البلدات والقرى البقاعية. الى ذلك، تتحدث مصادر مقرّبة من المطران عصام درويش عن أنه «سيكون على مسافة واحدة من الجميع».
في السياق، بدأ التداول بأسماء مرشحين لرئاسة البلدية، من أبرزهم رجل الأعمال نقولا سروجي، ورئيس البلدية السابق أسعد زغيب الذي يطرح نفسه كمرشح توافقي. في المحصلة، تُطرح أسئلة أساسية: هل يترجم الجميع الأقوال بالأفعال بالوصول الى لائحة توافقية في مدينة يختلط فيها حابل الزعامات التقليدية بنابل الأحزاب والتيارات السياسية، أم أن الأيام المقبلة ستحمل مفاجآت لا يمكن التكهّن بنتائجها؟ وهل ستشهد عاصمة البقاع تحالف الضرورة بين الخصمين الكتائب وسكاف؟