IMLebanon

زحلة تستذكِر شهداءَها بمسيرات وقداديس

عشيّة الذكرى 34 لحرب زحلة وحصارها، يَستذكر حزبا «الكتائب اللبنانية» و«القوات اللبنانية» شهداءَهما الأبرار الذين دفعوا دماءَهم ثمناً لبقائهم في هذه الأرض الطيّبة، تأكيداً على استمرارية نضالهم في سبيل تحقيق ما استشهد أبطال «المقاومة اللبنانية» في سبيله.

أكثر من 650 شهيداً بين مقاتل ومدنيّ، سَقطوا في 2 نيسان 1981، في الحرب الضروس التي خاضوها لمواجهة الاحتلال السوري دفاعاً عن مدينتهم، بقيادة الرئيس الشهيد بشير الجميّل، لتشكّلَ زحلة شوكةً في الخاصرة السوريّة عندما كان النظام السوري يقمَع الحرّيات والنضالات، فحاوَل حينها الدخولَ إلى زحلة، لكنّ صمود المدينة حالَ دونَ ذلك.

كما في كلّ عام، نَظّمَ كتائبيّو زحلة، بالمشاركة مع القوّاتيين أمس، احتفالاً أمام إقليم المدينة الكتائبي، تخَلّله وضعُ أكاليل الغار أمام النصب التذكاري، وإضاءة 34 مشعلاً على عدد السنوات التي مرّت حتى يومنا هذا، فضلاً عن قدّاس ترَأسَه مطارنة المدينة، وذلك في إطار مسيرة صلاةٍ وشموع لراحة أنفس الشهداء، وتشديداً على إصرار أهالي عاصمة البقاع على أن تبقى مدينتهم حرّة مستقلة، حتى لا تذهبَ دماء الشهداء هدراً.

وفي هذا الإطار، تعهّدَ النائب إيلي ماروني عبر «الجمهورية»، «أنّنا سنكون أمَناء على القضية وأوفياءَ لدماء الشهداء وحريصين على أن تبقى زحلة حرّةً أبيّة».

ولفتَ ماروني إلى أنّ «زحلة كانت في العام 1981 كلمةً واحدة ويداً واحدة، فبقيت سيّدةً حرّة»، مشَدّداً على «أهمّية ألّا ننقسمَ وأن نكونَ دائماً موحّدين، خصوصاً كفريق سياسيّ كبير، حتى نتمكّن من مواجهة الأخطار المحيطة بنا والمتربّصة بالمنطقة، مع الأخذ في الاعتبار أنّ زحلة قريبة جداً من الحدود حيث ينتشر الإرهابيون».

وأضاف: «صحيح أنّ الاحتلالين الإسرائيلي والسوري انسحَبا من لبنان، إلّا أنّ بعض المسائل الداخلية لا تزال معقّدة، إذ إنّ نفوذ الاحتلال السوري لا يزال موجوداً في لبنان»، معتبراً أنّ أمنية الشهداء لن تتحقّق «إلّا عندما تصبح دولتنا دولة القانون والعدالة والمؤسسات، دولةً قوية لا تساوم على الكرامة والسيادة».

وإذ رأى ماروني أنّ «للذكرى طابعاً خاصّاً هذا العام، في ظلّ الفراغ الرئاسي»، لفتَ إلى أنّ «المقاومة المسيحية شكّلت عام 1981 منعطفاً رئيساً أوصَل رئيسَين للجمهورية هما بشير وأمين الجميّل من صفوفها، وبالتالي أخرِجَت المقاومة من بُعدِها المسيحي إلى بُعدها الوطني الشامل»، داعياً إلى «مقاومة الفراغ وصولاً إلى انتخاب رئيس، لأنّ الفراغ قاتلٌ للمؤسسات التي على أساسها تقوم الدولة اللبنانية.

والرئيس اللبناني هو الرئيس المسيحي الوحيد في الشرق الأوسط، فاستمرار الفراغ في ظلّ الخطر المحدِق بمسيحيّي المنطقة، يشكّل خطراً على مسيحيّي لبنان، وبالتالي على المؤسسات، ما يودي بلبنان إلى المجهول والخراب».

وفي وقتِِ شاركَ حزب «القوات» الكتائبيّين المسيرةَ الاستذكارية للشهداء الأبطال، فإنّه ينظّم بعد عيد الفصح المجيد، قدّاساً على راحة أنفس الشهداء، في سيّدة زحلة والبقاع، وذلك عند الخامسة من مساء السبت 11 نيسان.

وفي السياق، قال النائب طوني أبي خاطر لـ«الجمهورية»، إنّ «تاريخ 2 نيسان كتَب فصلاً من أجمل فصول صمود زحلة ونضالاتها، فتاريخ زحلة حافلٌ بمبدأ المقاومة، التي كان أهلها يتسلّحون بها للدفاع عن مدينتهم. فوقفَ الشباب والرجال والنساء والعجَزة في 2 نيسان 1981، وقفةً تضامنية موحّدة متشبّثين بالحرّية والحياة ليبدو مجتمع زحلة عائلةً واحدة متراصّة، فانتصرَت «المقاومة اللبنانية» وانتصرَ أهل زحلة وحطّموا أحلامَ النظام السوري على مداخل المدينة».

وإذ لفتَ إلى أنّ «معظم الشباب الذين يشاركون في المسيرة يافعون، أي أنّهم لم يتجاوزوا الثلاثين من أعمارهم»، رأى أنّ «الذكرى تضعُهم بلا شكّ، في جوّ اليقظة ممّا حصل وقد يحصل في يوم من الأيام، خصوصاً أنّ الخطر المحدِق بالمنطقة ولبنان لا يزال قائماً، وقد يهدّدنا في أيّ وقت».