IMLebanon

«معاً للتغيير» تنطلق.. وتنسيق مع «الدولة الحاضنة»

 

صور – الزهراني: ارتفاع في نسبة المقاطعين.. وصعوبات لوجستية للمعارضة

 

 

كان من مفاعيل الإعتداء على لائحة «معاً للتغيير» في منطقة الزهراني الجنوبية الأسبوع الماضي أن اتسمت المعركة الانتخابية للائحة المشكلة من اليسار والمدنيين المعارضين، بطابع هادىء على أثر الاستنكارات العارمة لما حصل في الزهراني، وهي تنديدات صدرت حتى عن حركة «أمل» و«كتلة التنمية والتحرير» بعد اتهام عناصر الحركة بالقيام بفعل الاعتداء ذلك.

فقد مرّ قطوع إعلان اللائحة في صور عن دائرة صور – الزهراني، بعد نقله من منطقة الزهراني، بهدوء لم يعكره أي حادث، الأمر الذي من شأنه أن يفيد أيضا ثنائي الحركة و«حزب الله» ويظهرهما بمظهر القابل بالرأي الآخر، علما بأن قواعد الحزب ملتزمة بالكامل بعد التعرض للوائح المعارضة.

أُجري اللقاء المنتظر والذي كان مقررا في 16 الشهر الحالي في مطعم الوادي في الصرفند، في مكان غير خاص بأحد من المرشحين بعد ان تم عرض الموضوع خشية الاعتداء مرة جديدة على الحفل. فكان اختيار باحة قرب «منتدى صور الثقافي» على مسافة قريبة بدورها من ساحة العلم، رمز «الثورة»، لإطلاق اللائحة المؤلفة من سبعة مرشحين: الدكتور حاتم حلاوي، سارة سويدان، رؤى الفارس، محمد أيوب، علي خليفة، أيمن مروة وهشام الحايك.

وكانت كلمات شددت على الاستمرار في المعركة ذات الرمزية الكبيرة إذ يترشح فيها تاريخياً رئيس مجلس النواب نبيه بري.

لم يتراجع المرشحون عن شعاراتهم السابقة فهي لائحة «معا لرفض المحاصصة الطائفية وتقاسم السلطة، اللذين اعتمدا وسمحا بتعاظم الفساد السياسي والقضائي والمالي والاقتصادي والمصرفي، وعطلا آليات المحاسبة». وطبعا حمّل المشاركون أركان المنظومة جميعاً بالتكافل والتضامن مسؤولية السياسات المالية وتعطيل مؤسسات الدولة. ودعوا إلى بناء الدولة العلمانية الديموقراطية والقوية التي تحمي لبنان واقتصاده ومجتمعه مع ربط التغيير ببنية النظام.

وفي مواضيع الساعة طالبوا باستعادة حقوق لبنان من موارد طبيعية من خلال ترسيم الحدود البرية والبحرية، واستكمال التحقيقات بانفجار المرفأ واستعادة الأموال المنهوبة وأموال المودعين.

هي معركة بالغة الأهمية بالنسبة الى هؤلاء تحت عنوان التغيير «كون الناس لم تعد تحتمل هذا الظلم والقهر» على حد تعبيرهم.

وبقدر أهمية المعركة بقدر ما تقوم في وجهها صعوبات كبرى أبرزها افتقاد ماكينة انتخابية جديّة من شأنها التجوال في القرى والبلدات حيث عمق التأييد لثنائي «أمل» و«حزب الله»، في ظل خشية كبيرة لدى الناس من ابداء التعاطف مع اللائحة ناهيك عن إيمانهم بقدرتها على الخرق.

الانتخابات لن تكون آخر المطاف

ويشير أكثر من عضو في اللائحة الى خشية لدى الناس من استقبال اعضاء اللائحة لعرض رؤيتهم وبذلك يضاف هذا الأمر الى صعوبات عدم القدرة على اجتذاب من يمكن له العمل مع الماكينة في ظل افتقاد الاموال اللازمة لذلك.

لذا يسير عمل أعضاء اللائحة ببطء، وهو أمر شبيه بعمل اللائحة المعارضة الأخرى المُشكلة من بشرى الخليل وحسن خليل ورياض الأسعد ويوسف خليفة تحت عنوان «الدولة الحاضنة».

وقد بذل بعض أعضاء هذه الائحة جهودا لتشكيل لائحة موحدة مع المعارضين الآخرين الذين يغلب عليهم الطابع الحراكي المدني ويتهمون اللائحة الأخرى بمحاباة «حزب الله» وتوجيه السهام فقط الى «أمل»، بينما ترفع لائحة الحراكيين في المقابل شعار «كلن يعني كلن». وهذه اللائحة قررت التحالف مع «معا نحو التغيير» في دائرة الجنوب الثالثة في النبطية – مرجعيون – حاصبيا كما مع لائحة «ننتخب للتغيير» في صيدا – جزين ( النائب أسامة سعد).

وتردد أن الانتخابات لن تكون آخر مطافها وقد يتم العمل على تشكيل إطار سياسي على شكل حزب.

وقد شُكلت لجنة مشتركة للتنسيق بين اللائحتين على الأرض خاصة على الصعيد اللوجستي، لكن الحاصل الانتخابي يبدو بعيدا نتيجة انقسام المعارضين الى لائحتين كبيرتين، بينما كان من الممكن الظفر به في حال وجود لائحة واحدة وجديّة يشير خبراء الى امكانية حصولها على حاصل فاصلة واحد أو اثنين..

ad

على ان لقاء صور كان الأخير جماهيريا، وسيكون على كل مرشح بذل مجهوده الشخصي لإدارة عمليته الانتخابية من دون استبعاد عقد لقاءات مصغرة بين الحين والآخر.

أما بالنسبة الى الجو الشعبي العام، فهو على تأييده للثنائي لكن مع تراجعه في الكم والمزاج حتى كتابة هذه الأسطر. وقرر جزء كبير من جمهور الثنائي وغالبيته من غير الملتزمين، مقاطعة الانتخابات، لكن أعضاء في المعارضة لا يستبعدون ان يحصل تغيير ما في هذا المزاج مع اقتراب موعد الانتخابات، علما أن لائحة «الدولة الحاضنة» تعول على هذا المزاج تحديدا المتعاطف مع «حزب الله» والمناهض للحركة، لتحصيل التأييد، علما ان هذه اللائحة ايضا تعاني إرباكا بعد تعليق المرشح حسن خليل لمعركته الانتخابية وانتظاره قرار الباقين للاستمرار في المعركة أو عدم خوضها.