Site icon IMLebanon

ظريف لا يحمل حلاً للملف الرئاسي وزيارته للإستطلاع ورصّ صفوف حلفائه

لن تكون زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى لبنان، ظريفة بالنسبة لقوى الرابع عشر من آذار، فالرجل وإن كان يكثر من الابتسامات، الا انه يخفي وراء هذه الابتسامات الوجه الحقيقي لسياسة ولاية الفقيه المواجهة لسياسة قيادات ثورة الأرز وحلفائها على امتداد المعمورة.

مصادر مواكبة للزيارة، لفتت لـ«اللواء» الى أن وجود ظريف في بيروت استطلاعي وهو بمثابة الاستعراض في بلد الأرز بعد ما تصفه ايران بانتصارها عبر توقيع الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة الاميركية والغرب.

وتشير المصادر الى أن عنوان الزيارة الرئيس سوف يكون دعم الحلفاء والتأكيد للقاصي والداني تغطية كل ما يقوم به «حزب الله» أكان في لبنان أم في سوريا، معربة عن اعتقادها أن ظريف سيزور الرابية للقاء رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون وذلك من خارج جدول مواعيد اللقاءات الرسمية التي حددتها السفارة الايرانية، وهو لقاء سيضاف الى آخر طبيعي مع أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله.

وترى المصادر أن زيارة ظريف لعون (إن تمّت)، ستعطي رسالة لمن يهمه الامر أن التحالف بين عون وطهران لا يزال متينا، بغض النظر عمّا اذا كانت ايران راضية أم لا عن تحركات عون المرتقبة في الشارع، فالجمهورية الاسلامية تنظر الى العلاقة مع عون على أنها حاجة استراتيجية، اذ أنه خير من يؤمّن الغطاء المسيحي لتصرفات ايران في لبنان والمنطقة، علماً ان الجنرال قد استبق زيارة وزير الخارجية الايراني بتجديد تأييده، بشكل صارخ وأكثر من واضح لقتال حزب الله في سوريا».

وتؤكد المصادر أن ظريف لا يحمل أي تصور جديد يتعلق بالانتخابات الرئاسية في لبنان، ويبدو ذلك انطلاقا من الحوار الذي دار بينه وبين نظيره الفرنسي لوران فابيوس في طهران مؤخرا، اذ سأل فابيوس مضيفه: هل الجمهورية الايرانية جاهزة لتسهيل انتخاب رئيس في لبنان؟، فأجاب ظريف: هذا ليس من اختصاصي انه من اختصاص الرئيس حسن روحاني، فما كان من فابيوس الا أن سأل روحاني لاحقا السؤال نفسه، فأجاب بدوره: «هذا ليس من اختصاصي».

وتلاحظ المصادر أن رئيس مجلس الوزراء تمام سلام سوف يكون الشخصية الوحيدة التي سيلتقيها ظريف ولا تنتمي الى قوى الثامن من آذار، وذلك لأسباب رسمية بحتة.

ولعل اللافت، هو طلب الجانب الايراني من السراي الكبير ابلاغ الصحافيين بعدم طرح أي أسئلة على الضيف الايراني بعد ادلائه بتصريح يعقب الاجتماع بسلام، وهو ما فسر على أن ظريف لا يريد التعرض لأي احراجات خلال جولته التي سيملي فيها رأي ادارته من دون الاستعداد للاجابة عن أي أسئلة تتعلق بهواجس لدى المعارضين لسياسة بلاده، وهو الأمر الذي فعله أيضاً عند وصوله إلى مطار بيروت.

وعن سبب تأجيل وزير الخارجية الايراني زيارته الى تركيا، تعتبر المصادر الأمر بأنه نتيجة للخلاف الكبير مع أنقرة، اذ أنه من المعروف أن مشروع ايران مناقض تماما لمشروع تركيا في سوريا وبالتالي، فان أي حوار في هذه الفترة بين الجانبين سيكون أشبه بحوار الطرشان.