IMLebanon

ظريف مرشد نووي لنصرالله

الاجتماع الأهم الذي سيعقده وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف في بيروت التي سيصلها لاحقا سيكون مع الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله. وأهمية هذا الاجتماع تأتي من كون الوزير الايراني لا يتكلم لغة اعتاد نصرالله سماعها منذ أعوام طويلة تدعو الى مواصلة نهج “تصدير الثورة” كما لا يزال يقول علي أكبر ولايتي مستشار الشؤون الدولية للمرشد الايراني السيد علي خامنئي، بل سيسمع من الوزير ظريف أن الاتفاق النووي بين إيران والغرب “وضع نهاية لتوتر كنّا في غنى عنه دام اثنيّ عشر عاما” كما كتب ظريف في مقالة نشرتها “السفير” قبل أيام. ولا بد لنصرالله أن يصغي باهتمام الى المسؤول الايراني الذي يمثل رسولا لمعظم الشعب الايراني الذي اندفع فرحا الى الشوارع بعيد الاعلان عن التوقيع النهائي على الاتفاق في فيينا. وبحسب قول إسحق جهانكيري النائب الاول للرئيس الايراني حسن روحاني فإن “مناهضي الاتفاق النووي يشكلون 4 في المئة من الشعب الايراني”.

يعلم السيد نصرالله تماما ما قصده ظريف بقوله حول “توتر دام 12 عاما” أي منذ العام 2003 حيث بلغ التشدد في أيران والولايات المتحدة الاميركية أقصى مداه فكان باكورته الغزو الاميركي للعراق ثم اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 في تفجير تورط فيه، بحسب المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، عناصر في “حزب الله” ثم انسحاب جيش النظام السوري من لبنان منهيا وجودا مباشرا استمر 35 عاما ثم إشعال “حزب الله” فتيل حرب تموز 2006 مع إسرائيل قال عنها نصرالله “لو كنت أعلم” وصولا الى تورط “حزب الله” ولا يزال في الحرب السورية بدءا من العام 2011.

قبل تورط “حزب الله” المستمر في معارك الزبداني المستمرة اجتمع نصرالله مع الكوادر الاساسية في الحزب ليسأل القياديين عن كلفة هذا التورط، فجاءه الجواب على النحو الآتي: “إذا أردناها حربا سريعة فستكون الكلفة مئة شهيد في صفوفنا… أما إذا اردناها حربا طويلة تستمر أسابيع فستكون الكلفة عشرة شهداء”. وعلى ما يبدو فإن القرار الذي اتخذه نصرالله كان لمصلحة “الحرب الطويلة”. لكن النتائج أظهرت حتى الان أن خسائر الحزب البشرية بدأت تصل الى مستوى “الحرب السريعة” ومن دون نهاية. ومن أجل رفع المعنويات التي زعزعتها هذه الخسائر لم يجد الحزب ضيرا في توسيع مروحة المصنفين”شهداء” لكي يستميل بيئته المتوترة. وفي هذا السياق، أبدى مشاركون في تشييع أحد مناصري الحزب ببلدة في شرق لبنان استغرابهم وهم يسمعون مسؤولا في الحزب يشيد ببطولات الراحل الذي يعرفون أنه لم يقاتل يوما في حياته.

“حزب الله” المنهك جدا في الحرب السورية سيكون منتبهاً عندما يسمع من ظريف أن زمن “تصدير الثورة” الى أفول وإن رياح التسوية الى هبوب. وبحسب مراسل “بي بي سي” جيم موير لم يعد لدى الاسد “الكثير في جعبته”.