IMLebanon

زينة تدخل التاريخ

 

تهيّبت زينة عكر الموقف. رفضت بدايةً تسلم وزارة سيادية ثانية إلى جانب “الدفاع الوطني”. أتفهّم رفضها لتولي حقيبة الخارجية والمغتربين لغير سبب، إذ ليس بالأمر السهل خلافة وزير خارجية من وزن شربل وهبه، وليس من اليسر ملء الفراغ الهائل الذي تركه الوزير الألمعي ومعالجة الهزّات الإرتدادية التي تسبب بها وإطفاء حمم البراكين النازلة على رؤوسنا. لكنها عادت وقبلت التحدي وقد أغراها أن يكتب عنها التاريخ ذات يوم “وقد تولّت زينة عكر مهام وزارة خارجية لبنان والمشرق، خلفاً لأحد عظماء العونية السياسية، في ظرف تاريخي دقيق، وتمكّنت بحنكتها ومثابرتها من أن تقود الديبلوماسية اللبنانية بكفاءة حتى نهاية عهد الرئيس عون وسقوط اسطورة الشعب العظيم”.

 

قيل أن اسم الدكتورة في الأدب الفرنسي غادة شريم طُرح من قبل رئيس الجمهورية. خبرتها السياسية هائلة. العماد بيعرف العميد زوجها. على هذا الأساس تمّ توزيرها في حكومة البروفسور حسّان دياب. لكن يبدو أن طبخة تكليفها على رأس الديبلوماسية اللبنانية تشوشطت.

 

قبل كل الترجيحات، وما مرّ في بال الرئيس من أسماء، كان يفترض بالوزير المستقيل دميانوس قطار أن يتصدى للمهمة الموكلة إليه كوزير خارجية بالوكالة. فتّشوا عنه طوال ليل الثلثاء – الأربعاء من دون طائل. خابروه فكان خطّه مقفلاً، وسرت معلومات أن دميانوس اعتنق البوذية ويمضي فترة إعداد ذهني في جبال الهيملايا، في خراج مينامار. أستبعد أن يعود قبل عيدي الميلاد ورأس السنة 2022.

 

كل الوزراء فيهم الخير والبركة، فارتينيه أوهانيان ( 36 عاماً) ممَّ تشكو لتكون سيدة قصر بسترس الأولى؟ ألا يحق للنائب آغوب بقرادونيان أن يفرح، ولو قليلاً، في هذا الزمن البائس؟ منال عبد الصمد، حتماً ستكون وجه الديبلوماسية الجميل وأول وزيرة للخارجية في تاريخ لبنان الحديث، فهي على الأقل إن استدعت سفيراً لمساءلته حول موقف أو تصرّف، تخطّى فيه الأعراف والأصول وما نصّت عليه اتفاقية فيينا، سيلبي سعادته الإستدعاء وعلى قلبه مثل العسل!

 

زينة عكر خيار لطيف، لكن كانت منال لتكون ألطف وأكثر جاذبية. حتى ميشال نجار الرزين الهادئ، هو من لم يترك للشيب في رأسه “ممرق” طريق كان خياراً جيداً. وهو من طائفة الروم الأرثوذكس، مثل زينة، لكن الأخيرة تتقدم عليه كونها اليوم روم وغداً سنيّة متى بدأ البحث عمن سيُكلّف بعد سعد الحريري برئاسة حكومة إختصاصيين.