نصّابٌ يسرح بين مدينتَي “أسنيورت” و”بولو”
مهلكم، هناك بالفعل أشرار “فوق العادة” بيننا. وأكبر شر عدا الظلم ألا يدفع الظالم ثمن ظلمه. وأن يسرح ويمرح من بلد الى بلد، وأن يقتل وينهب ويحتال، ويبقى حراً شريراً طليقاً! إبراهيم الغزال، قاتل زوجته زينة كنجو، يستمر خارج القضبان، خلف الحدود، وكأن شيئاً لم يكن. فهل هو ذكي فوق العادة أم مجرم إستثنائي مافيوي خطير جداً؟ فلنتعقبه.
لا، غير معقول. لا نصدق… كلمات نُرددها ونحن نصغي الى رجالٍ من سوريا، من فلسطين، من الأردن ومن لبنان، هم ضحايا من قتل زوجته بلا رحمة، ابراهيم الغزال. وكلّ هذا الخداع جرى تحت كلمات “حبيبتي. وإنتَ خيي. وحبيب قلبي. وعيوني. وصديقي الأصلي”. صحّ من قال “المخادع ذئب يبكي تحت أقدام الراعي”.
ابراهيم الغزال الذي بدا في هربه من لبنان يوم قتل زينة كنجو كـ”الغزال” هو الآن في تركيا. النيابة العامة التمييزية أصدرت بلاغ بحث وتحرٍّ دولي بحق المجرم- المحتال، وردّت تركيا عبر سلطاتها بجواب بأنها عممت البلاغ بحق غزال على أراضيها لتوقيفه وتسليمه الى لبنان وفقاً للأصول القانونية المعمول بها.
الإحتيال يجري بين بيروت وجورجيا وتركيا وأرمينيا، ومنذ زمن، أما القتل، قتل زينة كنجو، فجرى ليل 31 كانون الثاني- 1 شباط في عين المريسة في بيروت. وها قد مضى أكثر من شهر على الحادثة. زينة، المرأة الجميلة، ترقد في قبرها في بلدتها السنديانة في عكار. فهل هو “ضائع” لا تعرف السلطات عنه شيئاً أم هو قوي جداً وهناك من يغطون رسمياً عنه؟
“نداء الوطن” إتصلت به قبل شهر. وهو عمل على أن يظهر على أكثر من شاشة لبنانية أيضاً قبل شهر ليقول: أنا في “باب الهوا” (على الحدود التركية – السورية) وسأعود يوم الإثنين (أي بعد أسبوع من جريمته) الى لبنان. ويومها، ونحن نتحدث معه، أدركنا أنه يريد تضليل التحقيق ولن يعود. ومن يعرفه يعرف أن بين إسطنبول التي انتقل إليها عبر طائرة الميدل إيست ليلة الجريمة وبين باب الهوا أكثر من 2000 كيلومتر. وهذا يشي، منذ البداية، أنه يكذب كما كذب دائماً.
فماذا في جديد هذه القضية التي صدر فيها بلاغ “بحث وتحرٍّ” ولم تكشف أي سلطات معلومات عنها؟
قضية أبو عياش
الأردني وليد أبو عياش هو الخيط الأول في القضية. هو يُعلن عن نفسه أنه من ضحايا ابراهيم الغزال. فماذا في جعبته من معلومات؟ يجيب “أنا شريكه، أو كنت شريكه، منذ ستة أعوام، منذ كان في جورجيا. أتى الى تركيا أيام حرب تموز 2006. وقال انه رجل أعمال لديه مشاريع وخطط. ونجح أن يأخذ مني 12 ألف دولار أميركي. وعلمت لاحقاً أنه يأخذ مالاً من سوريين يريدون الهرب من نظام الأسد. وعدت واكتشفت انه مطلوب في جورجيا والشيشان بتهم احتيال. كما علمت ان هناك دعاوى ضده في تركيا بتهم الإتيان بأشخاص ليسهل قيامهم بعمليات زرع كلى وإدخالهم الى تركيا في شكل غير قانوني ليجروا هذه العمليات في مستشفى تركي حكومي هو “أسنجان” على يد طبيب اسمه على ما أتذكر عمار أوغلو. كان يأخذ مالاً من هؤلاء المرضى بحجة إعطائه للطبيب كعربون. وكان طوال الوقت يستأجر سيارات من شركة إيجار اسمها “ليفان”. وهو هرب من تركيا، عبر مطار إسطنبول، بعدما ترك سيارة مستأجرة في المحطة وفيها خادمة كان قد استعان بها من أجل زوجته لارا المصري التي وضعت طفلاً في مستشفى الحياة في إسطنبول سماه جوزف، هو ولده الثالث بعد ابنتين ميرال وتولي. هو على أساس هرب من تركيا لكنه عاد ورجع إليها وكأن لا شيء قد حدث. وظلّ يروح ويجيء بجوازات سفر مزورة”.
وليد أبو عياش عرف أن المشاكل التي كان يعاني منها “شريكه” ليست فقط في جورجيا وتركيا بل في لبنان أيضاً. لكنه، بسحر ساحر، لم يتم القبض عليه. وأعمال النصب التي نفذها ابراهيم لم تستثنِ حتى المحامين. فهو نصب على محام لبناني اسمه مازن المصري كانت لديه أعمال في جورجيا. وهذا الأخير سبق أن رفع دعوى عليه في لبنان.
أين هو الآن إبراهيم الغزال؟ يجيب أبو عياش “تأكدت أنه موجود في مجمع “أبجينر” في مدينة “أسنيورت”الواقعة على الحدود التركية – البلغارية… وهو نصاب وحرامي وكذاب. وزوجته لارا أوسخ منه. إنهما “يضحكان” معاً على “المعترين”. والمشكلة أن الناس يصدقونهما. هو يقول عن نفسه أنه مهندس ويملك فيللا في تركيا. ويرمي زوجته مثل الطعم للسيطرة على “الزبائن” الذين يأكلون الضرب. إنه يجري عقوداً وهمية ويعطي شيكات وهمية على مصرف TBC في جورجيا. يوهم الناس أنه رجل اعمال جورجي أحياناً وتركي أحياناً اخرى. واكتشفت متأخراً أنه نصّاب. وهو مطلوب ليس في لبنان وتركيا فقط بل في جورجيا أيضاً. وهناك شيشانيون يريدونه حياً أو ميتاً”.
نفكر كثيراً ونحن نسمع أن زوجته المقتولة زينة لم تدرك أعمال النصب التي كان يقوم بها سوى قبل أيام قليلة من قتلها. بدليل الرسائل الإلكترونية التي راحت ترسلها الى من عانوا من عمليات النصب التي قام بها وتسأل فيها: ارجوكم أخبروني ما تعرفونه عنه. حتى أنها لم تكن تعرف أنه كان متزوجاً من امرأة ادعت أنها شقيقته.
نتابع مع أبو عياش الذي تلقى بدوره رسالة من زينة كنجو قبل يومين من قتلها تسأله فيها: ماذا يعرف عن إبراهيم. يعرف أبو عياش الكثير ويؤكد مجدداً “أن النصاب – القاتل موجود في منطقة أسنيورت بحسب شخص كان معه قبل أسبوع فقط. رآه هناك. وابراهيم فتح حالياً شركة في تلك المنطقة سماها “ديانيس غروب” ويقول “هو نصاب رقم واحد. والسفير الأردني في تركيا يعرف قصصه مع الأردنيين الذين نالوا حصتهم من أعمال النصب التي مارسها في حقهم”.
حازم الأردني المقهور
الأردني حازم إبراهيم دفع هو أيضاً الثمن باهظاً. ومنذ عامين لم يرسل أولاده الى المدرسة بعدما نصب عليه ابراهيم بمبلغ 20 ألف دولار هو كل المال “الحيلة والفتيلة” الذي جمعه في عمره. نشفق كثيراً على حازم ونحن نتحدث معه. يبدو آدمياً جداً. يتحدث بخفر لكن بكثير من الوجع. هو تعرف على ابراهيم خلال رحلة قام بها مع عائلته الى جورجيا عام 2018، وذلك حين قصد مطعم “طربوش لبنان” في حيّ العرب هناك وأحبّ أطفاله الطعام العربي- اللبناني. وراح يتردد إليه الى أن أدرك أن صاحب المطعم هو ابراهيم الذي تودد إليه واكتشف أنه ينوي ان يغادر الأردن بحثاً عن مشروع ما يدر عليه المال. كانت لارا المصري تطبخ وزوجها النصاب يتودد الى الزبائن. وراح يخبّر حازم عن جورجيا والأعمال فيها وينصحه بالإنتقال نهائياً إليها ومشاركته في مشروع “الحلال” الذي يملكه هناك وهو عبارة عن مزرعة أغنام ويقول حازم “أخبرني أشياء “بتخوّف” عن أعمال واسعة تدرّ أموالاً بالحلال. صدقته. وأكدتُ له مراراً أن ما يهمني أن يكون المشروع الذي سأنخرط فيه شرعياً. عدتُ الى الأردن لكنه استمرّ يتصل بي. وحين قلتُ له: أنا جاهز للعمل معك. أرسل إلي تذكرة سفر الى جورجيا مجدداً. أخبرته بصراحة أن الإنتقال ليس سهلاً وسيكلفني كل ما أملك لأنني أريد أن آتي بعائلتي معي. طلب مني أن تستقيل زوجتي من عملها في الأردن لتنتقل معي والأولاد الى هناك. وطالما ردد على مسامعي: “أنا أخوك واللي بيصير عليّ بيصير عليك”. صدقته. سألته: ماذا سأفعل في جورجيا؟ فقال لي بداية: في تجارة الأغنام. ثم قال لي: أنوي فتح مدرسة لبنانية في جورجيا وأريدك معي فيها. وأخبرني أنه أنجز مختلف الرخص في لبنان ولم يتبقَ أمامه إلا إيجاد المبنى الذي ستُشاد فيه المدرسة. قلتُ له: لكني لا أعرف شيئاً عن التعليم. لكنه أصرّ. ذهبنا معاً الى justice house هناك وعقدنا الإتفاق الرسمي. طلبت أن أترجمه الى العربية واحتفظت بالنسخة الأصلية معي”. وبدأ النصب.
السحر في جورجيا
“كان يعمل من البحر طحينة” يقول حازم إبراهيم ذلك وهو حزين على جنى العمر. فما الذي حصل لاحقاً؟ يجيب “قال لي أنا “ما معي فلوس”. أموالي في لبنان حالياً وأحتاج الى 10 آلاف دولار بسرعة لإتمام المعاملات. ووعدني أنه في حال لم يمرّ المشروع سيعيد إليّ المال. أشعرني أن كل ما يقول صحيح. صدقوني صدقته. عدتُ الى الأردن لإنهاء أعمالي والعودة مع عائلتي. وراح يراسلني الى الأردن يومياً ويخبرني أنه يعرف أناساً في الإستخبارات الجورجية وأنهم يفرشون له السجاد الأحمر حين يصل. وأنه كان عسكرياً في لبنان برتبة عالية. ويطلب مزيداً من المال. ورحتُ أسأله: متى أغادر وعائلتي الأردن فيُغيّر في كل مرة الحديث. حينها “بدأ الفار يلعب في عبّي” لكنني لم أستطع التراجع لأن لي معه الكثير من المال. صرتُ أسأله بإلحاح عن الخطوات التالية وهو “يأخذني ويجيبني”. وذات يوم طلب مني أن أرسل له مزيداً من المال لينهي بعض العقود. فأجبته: أخبرتك منذ البداية أن كل ما في حوزتي هو مبلغ 15 ألف دولار. طلب مني أن أرسل له 5 آلاف دولار من جديد ففعلت. وحين أسأله عن سفري لا يجيب. وحينها تذكرت ماذا كان يفعل مع سواي وأدركت أنني وقعتُ في الفخّ”. ماذا كان يفعل مع الناس الآخرين؟ يجيب حازم “أتذكر أنه عقد اتفاقية أمامي على سيارة كنت أقودها في جورجيا. قلت له: ماذا تفعل؟ فضحك. “كان ابراهيم الغزال يستخدم السحر في الإقناع”.
أي سحر هذا؟ وهل يثق حازم إبراهيم بقوة السحر وهو مهندس متعلم؟ يجيب “أقسم بالله أنه كان يُقنع الناس أن الأبيض أسود والأسود أبيض. كان يسحرهم. ورأيته مراراً يستعين بامرأة مغربية تفتح الفنجان وكان يعطيها في كل مرة 200 دولار. لم أكن من قبل أثق بالسحر لكن ما فعله بدل قناعاتي. رأيتُ الناس “تتبهدل” على يده.
يوم عاد حازم الى الأردن ودفع لابراهيم كل ما يملك ما عاد الأخير يجيب على اتصالاته. نستمع الى الرسائل الصوتية لأحاديث جمعت بين الإثنين فنعرف أن من قتل زينة كنجو ليس مجرماً عادياً.
اتصل حازم برئيس الرابطة العربية في جورجيا أنور الحسن فقال له: يبدو أنك وقعت مع نصّاب كبير. ومذاك، منذ 30 أيار 2018 ما عاد يجيب ابراهيم على اتصالات حازم. وحين تجيب زوجته لارا تقول له: بكرا وبعدو وبعد يومين وأسبوع… وكم “ترجّى” حازم لارا وابراهيم، من خلال لارا، أن يرسلا إليه النزر القليل من ماله من أجل تسجيل أولاده في المدارس. وكانت لارا تقول له: أولادك أولادنا فلا تهتم. نجح “بياعو الحكي ” في عملية النصب وانتهت هناك. وفي شهر أيلول 2018 قدم حازم دعوى على ابراهيم، كما نصحه بذلك أنور الحسن، تقرر بموجبها أن يعيد ابراهيم ألف دولار شهرياً الى حازم. ولكن، استمر الأمر على منوال ” بكرا وبعده”… وحازم يرسل رسائل “ميساجات” وابراهيم لا يجيب. فراح يرسل الرسائل الى زوجته والى شريكه الآخر علي خليفة لكن استمرّ الأسلوب نفسه. هي مافيا حقيقية. إتصل حازم بوالدة لارا نجاة المصري فأجابت: “الله لا يوفقو” لكنها عادت ووضعت بلوك على رقم حازم. عاد واتصل بوالد ابراهيم فادي الغزال وفعل نفس الشيء. إتصلنا بدورنا بهما. لكن أبو ابراهيم قرأ الرسائل ولم يجب أما أم لارا فأجابت وحين علمت من نحن أقفلت خطها ووضعت لنا أيضاً “بلوك”.
السوري أبو أسامة
غريبٌ عجيب أمر هاتين العائلتين اللتين عاث ولداهما نصباً على مستوى المنطقة. ويستمران طليقين. وماذا بعد؟ أبو أسامة وهو سوري ضحية أخرى لابراهيم الغزال. هو تعرّف اليه في 11 كانون الأول من العام 2019 ويقول “وليد أبو عياش الذي يتذمر من ابراهيم النصاب هو شريكه أيضاً. لكنه عاد واستيقظ ولو متأخراً. ويشرح: طلب مني أبو عياش في البداية 5000 ليرة تركية (كانت تعادل يومها ألف دولار) وقال لي: شريكي ابراهيم في جورجيا وقد أنشأنا شركة هناك وينقصنا هذا المبلغ كونه غير قادر على سحب المال من لبنان بسبب الأزمة المالية فيه. قبلت بمشاركتهما به. وقدم لي أبو عياش عقداً نظامياً. وتعرفتُ لاحقاً الى ابراهيم وساهمت، من خلال معارفي، بإنجاز إقامة له في اسطنبول دفعتُ ثمنها من جيبي”. وماذا يفعل أبو اسامة في اسطنبول؟ يجيب “أنا مهندس معماري وأدير مجمّعات سكن للطلاب وللشباب في اسطنبول”. ويضيف “لي شقيق معتقل منذ ثمانية أعوام، ايام التظاهرات في سوريا، لدى المخابرات السورية وقال لي إبراهيم أن لديه كثيراً من المعارف من “حزب الله” سيساعدون في إطلاقه وطلب إرسال مبلغ 5000 دولار لقاء ذلك من خلال “الويسترن يونيون” ففعلت. لكنه لم يفعل شيئاً وما زال شقيقي معتقلاً. فرحتُ أشتمه وأدعو عليه وعلى أولاده بالموت. واتصلتُ بحماته، والدة زوجته، للتدخل في الموضوع فأعادت إليّ لكثرة ما دعيت عليها وعلى ابنتها وأحفادها 7000 ليرة تركية. ويعلق أبو أسامة بالقول “حماة ابراهيم نصابة مثل ابنتها وصهرها”. في كل حال، ولمن يهمه الأمر، ذكر مرات اسم كل من محمد رحال وبلال صفا في قضية اطلاق سراح شقيق ابو اسامة من سجون الأسد.
السوري أبو أسامة تلقى هو أيضاً رسالة من زينة كنجو تقول له فيها “بدي أحكيك بليز”. لكن حين رآها وأجاب كان الهاتف قد أصبح مع ابراهيم. يا لعذاب زينة وموتها مرات قبل الموت قتلاً. هل يعرف أبو أسامة أين هو ابراهيم اليوم؟ يجيب “عرفتُ أنه يتنقل بين مدينتي “أسنيورت” في اسطنبول و”بولو” (BOLU) وتقع على البحر الأسود بين مدينتي اسطنبول والعاصمة انقرة.
نبحث أكثر عن مكان المجرم النصّاب. زوجته لارا فتحت في 28 شباط صفحة الفيسبوك الخاصة بها، يعني لو كان هناك إرادة جدية في الإمساك بالمجرمين النصّابين لكان بمقدور السلطات الكشف عن مكانهما من خلال ذلك. في كل حال، نتابع أحدث “بوستات” الزوجة النصّابة فنراها قد وضعت للتو صور أطفالها الثلاثة. ونرى على الصور المنشورة كلِها إشارة إعجاب واحدة من مطعم classic restobar ومنه تعليق على صورة الطفلين: كوكي وجوجو تقبروني أنا الطياب. هذا المطعم قد يكون دليلاً آخر.
من يعرف ابراهيم الغزال يتحدث عن تعلقه بأطفاله كثيراً. وعن نبرته العالية دائماً التي يحاول من خلالها إما إقناع الآخر أو ترهيبه. لكنه، في العمق، جبان جداً. على ما قال أبو أسامة.
ما عادت قضية قتل زينة كنجو متوقفة فقط على قتل صبيّة جميلة من زوج مجرم بل ها هي تكشف عن عصابة مافيوية خطيرة جداً بطلاها: إبراهيم الغزال ولارا المصري. والأخطر أنهما مطلوبان من لبنان وتركيا وجورجيا والشيشان ويستمران يمرحان ويسرحان كما يشاءان. وللقضية تتمة.