IMLebanon

تحديد ساعة صفر الحوار… عودة لودريان 

 

في انتظار الحركة الخارجية، وما يمكن ان ينتج عنها من خرق للجمود الحاصل، مع ترقب نتائج اجتماع اللجنة الخماسية على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، لهدفين الاول مراجعة ما تحقق حتى الساعة، والثاني ادخال التعديلات اللازمة على خارطة الطريق الموضوعة للمرحلة المقبلة، تزامنا مع لقاء في الحاضرة البابوية يجمع امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين مع سفراء الدول الأعضاء في “خماسية باريس”، لبحث الملف الرئاسي اللبناني وإيجاد الحلول العملية له.

 

وقبل العودة الرابعة للموفد الرئاسي الفرنسي الخاص جان ايف لودريان الى بيروت، يراوح المشهد الرئاسي ظاهريا مكانه، فيما الانظار تبقى موجهة الى ميرنا الشالوحي – حارة حريك، المسار الوحيد “الشغال” حتى اللحظة، رغم ان المعطيات تؤشر الى ان الموفد الفرنسي قد نجح في تحقيق خرق ما، والا لمَ التكتم الشديد المحيط بمضامين لقاءاته الجدية؟ ولمَ تأكيده على عودته في غضون ايام؟

 

في كل الاحوال حالة ترقب ومراقبة في الاوساط السياسية للمرحلة المقبلة وكيف ستتعامل المعارضة معها، بعد تأكيد مصادرها إنها منفتحة على حل رئاسي بعيدا من فرض الأمر الواقع، خصوصا مع اقرار الكثيرين، عشية تأجيل الموفد القطري لزيارته لما بعد عودة لودريان، ان المعادلة الرئاسية الجديدة باتت سليمان فرنجية – جوزاف عون.

 

وسط هذا المشهد، يبدو ان “التيار الوطني الحر” يعيد تموضعه من جديد، اذ تؤكد اوساطه ان الحوار مع حزب الله “مش ماشي متل ما لازم”، وان الامر لن يستمر الى ما شاء الله ، اذ ان الاسابيع الفاصلة عن نهاية الشهر تعتبر مفصلية، وان على حارة حريك الانتقال الى مرحلة حسم الخيارات بعدما قدم التيار ورقة مكتوبة تتضمن النقاط التي يطالب بها وآليات اعتمادها.

 

وحول الاتهامات المساقة ضد التيار من انه تراجع عن التزامه بالسير بالحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب، رأت الاوساط ان ميرنا الشالوحي لن تغطي اي حوار نتيجته معروفة سلفا، بل هي مع حوار “غير تقليدي وخارج طاولة مستديرة ورئيس ومرؤوس، ويستطيع ان يأخذ شكل مشاورات وتباحث ثنائي وثلاثي بمكان محدد وزمان محصور”، رافضة الاتهامات التي تحدثت عن ان التيار يريد اغراق الحوار بقضايا تتخطى مسألة الاتفاق على انتخاب رئيس، مؤكدة ان ما عرضه التيار يتقاطع مع المبادرة الفرنسية لجهة الاتفاق على مهام الرئيس المقبل وبرنامج عمله، وهو امر طبيعي لا مفر منه.

 

الى ذلك، مصادر سياسية متابعة كشفت ان رئيس مجلس النواب سيوجه الدعوة للحوار تزامنا مع وجود لودريان في بيروت، والتي سيشارك في الجلسات، جازمة بانه لن يكون حوارا بمن حضر ومن لون واحد، استعدادا “لتخريجة” الحل التي سيخرج بها اللقاء الخماسي بمباركة فاتيكانية، والتي ستحمل اسما ثالثا من خارج الاسماء المتداولة ونادي المرشحين حتى الساعة.

 

فهل تنجح الحركة الإقليمية – الدولية في تحقيق هدفها؟ أم أن شياطين التفاصيل اللبنانية ستكون أقوى من كل المساعي والمحاولات؟ طبعا لا زال من المبكر جدا الاجابة على هذا السؤال الذي يبقى رهن الربع الساعة الاخيرة، فالمؤكد الوحيد أن الشهرين المقبلين حاسمان، إما انتخاب رئيس جديد، واما شغور طويل يمتد لما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية.