Site icon IMLebanon

زغرتا: التوافق ينعكس انخفاضاً في الاقتراع

في مشهد لم تألفه زغرتا من قبل، لوحت أعلام «المردة» لأعلام «حركة الاستقلال» في مواكب سيارة جالت المدينة والقضاء تأكيدا على التوافق الانتخابي بين خصوم الأمس، الذي انعكس التزاما باللوائح. التوافق نفسه ترك تأثيره السلبي على التحركات الميدانية حيث سلب زغرتا حماستها الانتخابية التي كانت تجعل منها قبلة ألأنظار في معظم العمليات الانتخابية السابقة.

بهدوء لافت واقبال متفاوت بين منطقة واخرى مارس قضاء زغرتا واجبه الوطني اقتراعا. التزم المواطنون بالتوافق في بعض البلدات، بينما شهدت أخرى منافسة شديدة انما بطابع عائلي بعيدا عن التناحر السياسي. وعاشت بلدات كفرصغاب، رشعين، ارده، مرياطة وايطو، التي تم توقيف مواطنين فيها بتهمة الرشى الانتخابية، معارك حامية وسط اقبال شديد على اقلام الاقتراع ادى الى التدافع مع بعض الاشكالات المتفرقة التي تمت معالجتها سريعاً.

في ساعات الصباح كان لافتا ان الحركة الانتخابية شبه مشلولة في مدينة زغرتا حيث لم تتخط نسبة الاقتراع الـ 6 بالمئة وذلك حتى الساعة العاشرة والنصف ليرتفع الاقبال ظهرا بحيث بلغت 33 بالمئة لترتفع عصرا مع توافد المقترعين لا سيما من اماكن سكن بعضهم في بيروت. وفي ظل المشهد الهادئ، سرق عروسان الاضواء الاعلامية إثر اقتراعهما في مركز المعاصر قبل ان تذهبا الى حفل زفافهما نظرا لارتباطها بصلة القرابة بمرشحين على لائحة «معا لزغرتا واهدن».

اللافت في زغرتا ان مركز الماكينة الانتخابية للائحة «معا لزغرتا واهدن» تحول الى ماكينة مشتركة لتيار المردة وحركة الاستقلال ومندوبي نواب زغرتا، فيما نشطت الماكينة الانتخابية للائحة الانماء في أحياء زغرتا القديمة.

هل نجح التوافق في زغرتا؟ سؤال من البديهي ان يكون الجواب عليه بـ «نعم» لاسيما في زغرتا المدينة بحيث ابعد التشنجات والتجاذبات التي كانت تحصل استحقاقات مماثلة. ويرى مراقبون أن نسبة الاقتراع في غياب معركة وما يرافقها من استنهاض، ما زالت مقبولة ما يعني ان زغرتا صوتت للتوافق الانمائي واظهرت انها تشتاق الى وضع الخلافات جانبا والعمل يدا بيد من اجل انمائها لاسيما انها تحتاج الى الكثير من المشاريع الاساسية لاسيما على صعيد البنى التحتية.

في بلدات القضاء تفاوت الاقبال على صناديق الاقتراع ليس في الاطار الانمائي بمعنى التصويت للائحة لديها مشاريع واعدة في منطقة تعاني الحرمان بل في اطار عائلي لاسيما في ارده، فيما عادت رشعين التي كانت تشهد معارك كسر عضم في كل استحقاق، عادت اليوم الى بيت الطاعة مع بعض الخروقات العائلية التي ادت الى رفع نسبة التصويت فيها. فيما كان الابرز تصويتا في بلدات قضاء زغرتا بلدة كفرصغاب التي ينشتر معظم اهلها في بلدان الاغتراب حيث انتخب 77 في المئة من اهلها المقيمين قبل الظهر في معركة تداخل فيها الانمائي بالعائلي، وكذلك ارتفعت نسبة الاقتراع في بلدة عشاش تنافسا على مشروعين مختلفين انمائيا بحيث لكل طرف رأيه في بلدة اكثر من نصف اهلها يعيشون هجرة داخلية.