«بجيب عيلتي لتنتخب؟ مزروكين؟»، سأل أحد «المرديين» رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية قبل أيام، فردّ الأخير: «ما تعذبهم. إذا بدّك تعا تغدّى الأحد»! ولكن حين أظهرت ساعات بعد الظهر الأولى تدنياً في نسبة الاقتراع في مدينة زغرتا، بدأ المردي يعاتب نفسه في المركز الرئيسي للتيار في بنشعي.
«وبتقولوا ليش نتائج الاقتراع متدنية!»، يمازح الوزير روني عريجي الحاضرين، فيعترف طوني سليمان فرنجية: «أنا قلتلو نفس الشي، يجي يتغدى». الارتياح واضح على وجوه العاملين في ماكينة المردة لثقتهم بأن لائحة «معاً لزغرتا وإهدن» (مدعومة من فرنجية ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوّض) برئاسة الطبيب سيزار باسيم، ستحقّق فارقاً كبيراً في وجه لائحة «إنماء» غير المكتملة (17 مرشحاً) برئاسة مخايل الدويهي التي تخوض المواجهة باسم «المجتمع المدني». لكن «المجتمع المدني» ليس حكراً على هذه اللائحة. المرديون ومعوض، أيضاً، يفاخرون بأن لائحتهم هي «مجتمع مدني حقيقي، ومليئة بالكفاءات».
وهذه المرّة الأولى التي يخوض فيها الطرفان الانتخابات البلدية متحالفَين لا متواجهَين. تحالف القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ كان السبب الرئيسي في اتفاق فرنجية ـــ معوّض. يؤكّد المردة أن عرّاب التفاهم هو طوني فرنجية، وأن علاقته الشخصية بمعوّض فتحت الباب سريعاً أمام الوصول إلى لائحة توافقية، مع تشديدهم على أن نتائج الانتخابات البلدية، في كلّ الدورات الماضية، تؤكّد قدرتهم على الفوز من دون التحالف مع أحدٍ في المدينة. «هم يريدون إغلاق البيوتات السياسية، ونحن نحافظ على التنوّع في البيوتات السياسية»، يقول طوني فرنجية لـ«الأخبار».
في تكميلية الشهيد طوني فرنجية، «ينغل» عشرات المندوبين من لائحة «معاً لزغرتا وإهدن»، مقابل عددٍ قليلٍ من المندوبين للائحة المقابلة. والارتياح الذي يبديه المرديون، لا يضاهي ذلك الذي يعبر عنه المندوبون المقرّبون من معوّض، «هاي أول مرة منتمثّل بالبلدية»، تقول ألين، وهي تجمّع ما تبقى في جيبها من أوراق لائحة «معاً لزغرتا وإهدن». يظهر التعب على وجه إحدى مندوبات لائحة «الإنماء»، وهي تجلس على الدرج داخل المدرسة. بالنسبة لمايا، يكفي «شرف المحاولة والعمل لمجموعة غير سياسية في وجه تحالف سياسي غريب عجيب لم يقدّم شيئاً لزغرتا». المشهد لا يختلف كثيراً في أكثر من قلم اقتراع من أصل 39 موزّعة على 7 مراكز انتخابية.
«الطبيعة» الزغرتاوية «الحامية» لا تؤشّر إليها أجواء التنافس الديموقراطي في الأقلام، حيث لم يسجّل أي إشكال. عند إقفال الصناديق، أحصت ماكينة «معاً من أجل زغرتا» اقتراع 9100 ناخب من أصل 22492 مسجّلين على لوائح الشطب، أي ما نسبته 40.5%. في انتخابات 2010، اقترع حوالى 43% من الناخبين، في ظلّ معركة بين لائحتين متواجهتين مدعومتين من فرنجية ومعوض. ومع احتساب زيادة عدد الناخبين، تبدو النسبة متقاربة جدّاً بين 2010 و2016. يقول معوض لـ«الأخبار» إن «مجرد تصويت حوالى 41% من الناخبين في ظلّ غياب المعركة السياسية يعني بالنسبة لنا غطاءً كبيراً للتوافق». ويرى أن خوض المعركة بلائحة واحدة حقّق إنجازين: الأول، إنتاج توافق سياسي في زغرتا الزاوية، وثانياً التوافق على مشروع إنمائي بكفاءات اللائحة. وفي انتظار نتائج المردة في زغرتا والكورة وبشري والبترون، أكثر ما يهم المرديين أن «التحالف العوني ـــ القواتي أثبت أنه يمثّل أقل من 50% من الشارع المسيحي»، وأن «التجربة السياسية الأولى لطوني سليمان فرنجية هي الانفتاح على الخصوم، وإسقاط سياسة الإلغاء التي يتبعها الآخرون».