IMLebanon

زغرتا تنتظر الإنماء بعد نجاح التوافق

تمكنت زغرتا من بين جميع البلدات المسيحية الكبرى على مساحة الوطن من المحافظة على التركيبة التوافقية التي تمت بين تيار المرده وحركة الاستقلال والتي كان محور لقاءاتها طوني سليمان فرنجيه وميشال رينيه معوض ونواب وفعاليات المنطقة ومن دون تسجيل أي خرق سياسي على صعيد الانتخابات البلدية. عدم الخرق لم يقتصر على مركز القضاء وحسب، وإنما أيضاً في مختلف البلدات التي شهدت مواجهات انتخابية حادة، لكنها بقيت تحت السقف الديمقراطي الإنمائي العائلي.

وفي حين شهدت الانتخابات خروقات كبيرة في أكثر من منطقة مسيحية بامتياز، كانت زغرتا وفية لتحالفها الإنمائي وكانت الأكثر ارتياحاً في اليوم الانتخابي الطويل فلا تشنجات ولا حساسيات ولا تجاذبات سياسية. أخذت اللعبة الانتخابية طريقها بانسياب هادئ انسحب على بلدات القضاء أيضاً رغم حصول مواجهات بلبوس عائلي في نحو خمس بلدات من أصل 21 بلدية خاضت الانتخابات بعد فوز تسع بلديات بالتزكية، وتأجيل الانتخابات في واحدة بسبب التشنجات بين الأهالي.

اكثر من رسالة يمكن ملاحظتها في قراءة اولية لنتائج الانتخابات في زغرتا اولها، نسبة الاقتراع المشابهة لانتخابات الـ 2010 رغم ان المعركة في المرة السابقة كانت حامية فيما أسدل التوافق اليوم نوعاً من عدم الحماسة او الإقبال على الاقتراع. ومع ذلك لم تتراجع النسبة ما يعني أن المدينة تشتاق الى وضع خلافاتها السياسية جانباً، والعمل يداً واحدة لإنمائها والنهوض بها من مختلف مكوّنات المجتمع السياسي الزغرتاوي. كما يجدر التوقف عند النسبة التي نالتها اللائحة الثانية والتي لامست العشرين في المئة في حين وصلت نسبة أصوات اللائحة الأولى الى 69 بالمئة، والمنفردون حازوا على خمسة بالمئة مع تمايز لمرشح منفرد هو وجيه أمادو نعمه الذي نال منفرداً 1444صوتاً ما يعكس خروقاً ترافقت مع عمليات تشطيب متفرقة يمكن احتسابها ضمن نبض جديد رافض لتوافق انتخابي يعتبره أنزل عليه من علٍ.

يمكن القول إن انتخابات زغرتا تمكّنت من إبعاد السياسة عن الإنماء ليس فقط في المدينة بل في مختلف بلدات القضاء. فمثلاً في ارده التي خيضت فيها معركة عائلية وهي من أكبر بلدات القضاء ومركبة من أربع بلدات، لم تتمكن أي لائحة من تحقيق الفوز الساحق لتصل الى المجلس البلدي تشكيلة ملونة من اللائحتين المتنافستين ما يعكس وزن العائلات في الاقتراع، فيما أثبتت رشعين انها ملتزمة بالتناغم الزغرتاوي بفوز اللائحة التوافقية بكامل أعضائها دون تسجيل خروقات، رغم التنافس الحاد الذي طبع المعركة الإنمائية في حين تمكنت علماً على آخر رمق من تحقيق التزكية للائحتها التوافقية.

وفي التفاصيل الخاصة بجرد زغرتا ووسطها فقد كان للائتلاف الزغرتاوي نتائج جاءت وفق ما هو مخطط لها باستثناء بلدتين لم تلتزم العائلات فيها بالتوافق السياسي بل طغى الانتماء على الإنماء.

في المحصلة طويت صفحة من الزغل السياسي في زغرتا، وفتحت ثغرة إيجابية في جدار الخصومة لتسير المنطقة في ركب الإنماء، عله يحصد لها بعض المكتسبات الانمائية او على الاقل يسمح لعجلة العمل البلدي أن تسير بسرعة دون اية عراقيل كانت توضع سابقاً في طريقها.