لن يشبه اليوم الانتخابي الزغرتاوي الاحد المقبل غيره من أيام الانتخابات النيابية او البلدية السابقة. توافق خصوم الامس سياسيا، ورفعوا شعار «إبعاد السياسة عن الانماء». شبكوا الايادي في لائحة توافقية ضمت مختلف مكونات المجتمع الزغرتاوي عائليا وحزبيا بلائحة مكتملة يرأسها الدكتور سيزار باسيم، كما تضم الى زوجة رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، ماريال معوض، ووالدة طوني سليمان فرنجيه، ماريان سركيس، ووجوه من زغرتا. وطعمت اللائحة بمرشحين شباب لديهم الرغبة بالعمل في الشأن العام. في المقابل، هناك لائحة غير مكتملة تضم ايضا وجوها لها باع في العمل الانمائي برئاسة المهندس مخائيل دويهي، تنشط في الدعاية الانتخابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بهدف حصد اكبر نسبة مؤيدين لتتمكن من المنافسة، بعد فشل كل الوساطات لضم بعض اعضائها الى اللائحة الائتلافية والوصول الى تزكية في المدينة.
يستعد ناخبو زغرتا للتوجه الى صناديق الاقتراع لاختيار من سيعمل على قيادة بلديتهم لمدة ست سنوات؟ البلدية نفسها، بلدية زغرتا، هي المسؤولة ايضا عن بلدة اهدن الاصطيافية التي تحتاج وحدها الى بلدية خاصة بها، كونها تستقبل العديد من السياح والتي تحتاج الى موازنة مرتفعة نظرا لوفرة الفنادق والمطاعم والمقاهي والاماكن الاثرية والسياحية. وعليه، تقع على عاتق المجلس البلدي مهمتان، كون نجاح العمل في اهدن هو ميزان فشل او نجاح اي مجلس بلدي وعلى اساسه يقيس الناخب الزغرتاوي معيار الانماء. في المقابل، يعتبر بعض الاهالي ان اهدن تأخذ الكثير من موازنة المجلس البلدي في حين تفتقر زغرتا الى العديد من الخدمات.
لا حماسة انتخابية في زغرتا حتى الساعة، ما يعني أنه اذا بقيت الامور على ما هي عليه فإن نسبة الاقتراع لن تكون مرتفعة الا اذا تحرك المرشحون خلال الايام القليلة المقبلة لحث الناخبين واقناعهم ببرامجهم الانتخابية، فيما تبدو المعركة الاختيارية على اشدها وهذا ما يكشفه عدد المرشحين الى المقاعد الـ 11 الموزعة على خمسة احياء في زغرتا.
قد لا تكون المعركة البلدية في زغرتا متكافئة بين اللائحتين اذا صح التعبير، انما العمل يجري حاليا، ولدى كل الماكينات الانتخابية في المدينة، من اجل حث الناخب الزغرتاوي كي لا تكون نسبة الاقتراع ضئيلة في وقت ينتظر فيه الاهالي ما ستؤول اليه انسحابات اللحظات الاخيرة التي قد تقلص عدد المرشحين لبلورة الامور لا سيما على الصعيد الاختياري، حيث من المتوقع ان تعلن لائحة ائتلافية في هذا الصدد تضم كما اللائحة البلدية مختلف مكونات المجتمع الزغرتاوي السياسي والعائلي والحزبي والاجتماعي. في هذا الوقت تحولت المقاهي الى مراكز للّقاءات المصغرة مع المرشحين للاطلاع على كل ما هو جديد.
لا معركة في السياسة في زغرتا انما منافسة على الانماء، وما ينسحب على زغرتا ينسحب ايضا على بلدات القضاء، حيث بدأت تظهر اكثر من لائحة ائتلافية تضم ممثلين عن نواب زغرتا وفعالياتها السياسية والحزبية والعائلية، فيما سجل فوز ثلاث بلديات بالتزكية هي كفرحاتا، بنشعي والفوار، في وقت تستمر فيه المساعي للوصول الى تزكية في بلدات اخرى. وتتكثف اللقاءات بين الفاعليات السياسية لبلورة تصور انمائي تحت عنوان «كرمال زغرتا» على قاعدة أن الاختلاف السياسي شيء والعمل الانمائي ومصلحة قضاء زغرتا والعمل لرفع شأنه شيء آخر، على ما تردد مرجعية سياسية معنية بالانتخابات.