IMLebanon

نعنوع ومرتّب

 

يتميّز الزعيم الزغرتاوي سليمان بك فرنجيه بأنه إنسان صادق بتحالفاته. وصادق بالتعبير عن مكنوناته. الصدق فضيلة بالتأكيد. ليس عند أبي طوني ما يخفيه. وهنا الطامة الكبرى إذا كان كل ما يعرفه وكل الـ «بقلبو على راس لسانو».

 

صادق سليمان بك بالتعامل مع خصومه، ومن كانت تجمعه بهم استراتيجيا واحدة: التبعية للمرشد الأعلى للجمهورية. قال يوماً عنهم قبل 6 أشهر في مؤتمر صِحافي: يا هبل، يا كلاب.

 

صادق سليمان بك، عندما ينفعل على مناصريه. وينعتهم بأبشع النعوت.

 

صادق في قراءة الأحداث التي سبقت مجزرة إهدن. الأصح أن فرنجيه يسمع

 

ولا يقرأ.

 

صادق في تذكير غير الممانعين بمآثر 7 أيار، ذاك اليوم المجيد.

 

صادق في حبّه الموروث ووفائه لبيت الأسد منذ مجزرة مزيارة عام 1957.

 

صادق سليمان بك في تقدير حجمه السياسي والشعبي الممتد من جبل حوران الى جبل أيطو.

 

وصادق في عروبته بقدر ما يفهمها، وصادق في انفتاحه على كل المكوّنات اللبنانية كقطب يُحسب له حساب.

 

صادق في موقفه من الإغتيالات السياسية التي بدأت مع محاولة اغتيال النائب مروان حمادة، وقد لا يكون اغتيال لقمان سليم خاتمة أحزاننا. صادق في تجهيل الفاعل.

 

يقول البعض إنّ صدق سليمان فرنجيه، المتحدث عن نفسه بصيغة الجمع، وعفويته، يجعلان لسانه يسبق عقله، كما حصل يوم تحدث ببذاءة عن بطريرك الإستقلال الثاني مار نصرالله بطرس صفير. في الواقع هذا خطأ شائع عن البك. لسانه وعقله يعملان بتناغم وانسجام وبتوقيت واحد. لا العقل يسبق اللسان ولا اللسان يخون ما يختزنه العقل.

 

لم يتسرّع سليمان بك في وصفه للوزير السابق المحامي زياد بارود.

 

بمفهوم البك الزغرتاوي التهذيب الفائق، والتفوّق المهني، واللباقة، واحترام الآخرين والقاعدة المسيحية العريضة والعلم والإنفتاح والتمسّك بالدستور والإلتزام بتطبيق القرارات الدولية والإصلاحات، هي من النقائض والنواقص التي لا تتوافق وصفات المرشح لرئاسة الجمهورية اللبنانية. لا جهاد أزعور يصلح للموقع. ولا ميشال معوّض ولا زياد بارود بطبيعة الحال. بروفايل المرشّح امتلاكه الصدق والعفوية والقيمة المضافة «أن يكون زكرت ومعدّل» ويرضى عنه أسياد التعطيل والتشبيح.

 

تفوق سليمان فرنجيه على نفسه، مرة أخرى، بقلة احترام المُحترمين مثل زياد بارود. لم يخجل ولم يعتذر عن وصفه لوزير بأنه «نعنوع ومرتب». هذا النموذج السياسي أوصل عام 2022 نائباً واحداً إلى الندوة البرلمانية لم يخرج يوماً عن قواعد التهذيب، وعام 2026 قد يتعادل البك مع حزب البعث العربي الإشتراكي في عدد النوّاب. صفر أو واحد على الأكثر!