Site icon IMLebanon

إنتخابات جبيل ومحاولات إسقاط “أسطورة” زياد الحوّاط

 

 

في حين يتمّ التركيز على الصراع على مقاعد كسروان الخمسة، إلا أن لقضاء جبيل معركته الخاصة، وهذه المعركة تتمثّل بإثبات وجود القوى المسيحية في أحد أقضية جبل لبنان وكذلك معرفة مصير المقعد الشيعي.

 

وعلى عكس ما يظنّ بعض المؤيّدين، فإنّ معركة «القوات اللبنانية» والنائب زياد الحوّاط ليست سهلة، إذ إنه لا يمكن الإتكال على أرقام دورة 2018 والقول إن المقعد النيابي الجبيلي في «الجيب»، بل من الواضح أن هناك معركة شرسة تنتظر الحوّاط، وهذه المرّة ربما هي الأشرس في تاريخ انتخابات جبيل.

 

يضم قضاء جبيل الذي يشكل مع كسروان دائرة إنتخابية واحدة 3 مقاعد، 2 للموارنة ومقعد شيعي واحد، وقد توزّعت تلك المقاعد في آخر انتخابات بين الحوّاط ومرشّح «التيار» سيمون أبي رميا والنائب الراحل مصطفى الحسيني، وقدّ حلّ الحوّاط الأول في الأصوات التفضيلية بين المرشحين المسيحيين في جبيل وكلّ أقضية جبل لبنان وحصد 14424 صوتاً، وحلّ الثاني مسيحياً على صعيد لبنان بعد النائب طوني حبشي الذي نال 14858 صوتاً تفضيلياً.

 

ويستعدّ الحوّاط لإعلان ترشّحه رسمياً اليوم من جبيل، ويدخل في الحسابات أن طبيعة المعركة ستكون الأشرس، فالرجل خلق ظاهرة في جبيل أثناء تولّيه البلدية، واستطاع في انتخابات 2016 تأمين مشاركة نحو 70 بالمئة من المقترعين على رغم أن لائحته البلدية كانت فائزة، وحقّق الرقم الأكبر في آخر انتخابات نيابية، وهذا الأمر يجعل من المرشحين كلّهم وعلى رأسهم مرشحو «التيار الوطني الحر» يستشرسون في المعركة ضدّه لمحاولة تحطيم «الأسطورة» التي بناها وإسقاطها.

 

ومن جهة ثانية، فإن المنافسة لا تأتي من «التيار» وحده، بل إنها قد تأتي من النائب السابق فارس سعيد الذي يحاول تأليف لائحة مع النائب السابق منصور غانم البون، وهناك قاعدة مشتركة بين «القوات» والحوّاط وسعيد.

 

أمّا محاولة تقليص أصوات الحوّاط فتأتي من بعض المرشّحين المستقلّين الذين يحاولون الركوب في موجة الثورة، وهؤلاء وإن كانوا لا يملكون حظوظاً للفوز، إلا أنّ ترشّحهم يأتي في سياق «تشليح» الحوّاط عدداً من الأصوات.

 

إذاً، وبعكس ما يروّج، فإن معركة الحوّاط ليست بنزهة، خصوصاً أنّ هناك كلاماً عن تجييش «التيار» معركته بشكل غير مسبوق، ويُحكى أيضاً عن تدخّلات رئاسية مع النائب السابق وليد الخوري الذي حصل على 7782 صوتاً تفضيليّاً من أجل دعمه لوائح العهد إذا كان لا يريد الترشّح، وهذا الأمر دفع الخوري إلى إعادة النظر في قراراته بالنسبة إلى المعركة الإنتخابية.

 

ومن جهة المعركة على المقعد الشيعي، فإنّ المرشح محمود عواد الذي حصد 787 صوتاً في آخر انتخابات سيكون إلى جانب الحوّاط، ما يعني أن لائحة جبيل بدأت تكتمل وتبقى العين شاخصة إلى كسروان.

 

لا شكّ أن الحوّاط استطاع تأسيس قاعدة شعبية تضاف إلى قاعدة «القوات اللبنانية»، وهو وإن كان يقف إلى جانب أهالي جبيل، إلا أنّه يتّكل على خطابه السياسي المناهض لسياسات العهد و»حزب الله» التي دمّرت البلد، وبالتالي فإنّه يخوض المعركة على أساس سياسي وفق خطاب واضح مستمدّ من النفحة الجبيلية والوطنية، وهذا الأمر يرتّب على الماكينة والجمهور العمل أكثر لأنّ المعركة لا تحتمل التراخي.