IMLebanon

مريض التهيؤات زياد الرحباني  

 

رحم الله أيام الثمانينات يوم كان زياد الرحباني «ميّت رعبة» من أن يقوم حزب الله باغتياله، في موسم اغتياله للشيوعيين الشيعة، وصف زياد الرحباني نفسه في مقابلته على شاشة تلفزيون المنار مع عماد مرمل بأنّه «بلا مخّ»، ومن سمع زياد يدّعي أنّ «أمنه الشخصي مهدّد من الدولة السعودية في ظلّ عدم تفرّغ الأميركان للبنان»، تيقّن أنّه «بلا مخّ»!!

 

مشكلة زياد الرحباني أنّه «مرتزق»، هذه المرّة أراد أن يستثمر في السعوديّة، موسم الحفلات في السعودية فاتحٌ للشهيّة، عسى ولعلّ أن تكترث له المملكة بعد هذا الكلام، الرّجل عاطل من العمل، وباعترافه في اللقاء أنّه جهّز استديو ولكن لا أحد يتعامل معه لأن «مفكرينو حشاش»!! أساساً إذا بحثت عن سببٍ لإطلالة زياد عبر المنار لا تقع على  سبب وجيه وحقيقي «بيحرز» لقاء، وهذا أمر يُثير الشفقة على زياد، مع أنّه لا يستحقّها ولا يستحقّ التعاطف مع رجل بلغ الـ 63 من العمر، ولم يشمّ رائحة النضج الإنساني ولا السياسي ولا الموسيقي حتى، زياد الرحباني في حال موت موسيقي، يحاول أن يبعثها من جديد إنما من المكان الخطأ!

عاش زياد الرحباني طوال الحرب الأهليّة في شوارع بيروت الغربيّة التي «تنعف» فيها الميليشيات ولم «يلتكش» به تنظيم أو يهدّد حياته، دخل العدوّ الإسرائيلي إلى بيروت ولم «يكترث» أحد لزياد «المطفي» على أرصفتها، حتى حزب الله أيام القتل والإعدامات «شنّصت» مع زياد لأنّه «روم أرثوذكس» والحزب الإيراني كان يغتال «الشيعة الشيوعيين» تحديداً «المفكّرين منهم» كالدكتور حسين مروة أو «مهدي عامل» (الدكتور حسن حمدان) مسكين زياد الرحباني، فقد عقله يوم انهار الاتحاد السوفياتي، سقطت الشيوعيّة في العالم، فقد توازنه النفسي ولن يستعيده أبداً!

من يتذكّر قبل عامين عندما انقلب زياد الرحباني على حزب الله وسارع ليطلّ عبر قناة المستقبل في برنامج صباحي ليهاجم الحزب، بعدما أبلغ الاستغناء عن كتاباته في جريدة الأخبار، وهدّد اللبنانيين بأنّه سيهاجر إلى روسيا، «حكي ما عليه جمرك»، تحرّشه بالمملكة والإيحاء بأنّه مهدّد من قبلها سعره «حفلة» في المملكة، الرجل مفلس حتى آخر ليرة في جيبه، والإفلاس ليس عيباً، العيب في بيع الشخص نفسه ومواقفه وعائلته وأمّه وأبيه وشقيقته من أجل التكسّب المالي!

ذات مرّة أعلن زياد الرحباني أنّه يتمنّى أن يكون حسن نصرالله أمين عام الحزب الشيوعي، هكذا «بني آدم» ما الذي ممكن أن تقوله له، لا شيء، حتى والدته السيدة فيروز والتي ظلت طوال سنوات الحرب الأهلية والانقسام رمز وحدة لبنان تاجر بها وزجّها في لقاء مدفوع لموقع العهد الإيراني، واعترف لاحقاً أنّه لم يظنّ أنّ أحداً سيقرأ هذا اللقاء إلا جماعته الحزبيّة!

ثمّة مثل شعبي مصريّ يقول «الضرب في الميّت حرام»، وهذا أمرٌ ينطبق على حال زياد الرحباني، الفنان الذي كان وصف عبقري يسبق اسمه، بدأ يفقد جماهيريته منذ التسعينات، السياسة أتلفت موهبته، وقضى عليه استثمار اسمه في ركاب محور إيران، منذ العام 2006، من المؤسف أنّه رمى بنفسه في حضن حزب لا يعترف به كفنان وموسيقي ويعتبر عمله حراماً بحرام، ولكن ماذا نقول.. المال الإيراني «طاهر وشريف وحلال»، وزياد «بدّو يسترزق»، إنّه زمن «المرتزقة»!

ميرڤت سيوفي