«بيرتاح وبيّريّح» كادت تكون معظم التعليقات على مواقع التواصل الإجتماعي أجمعت على هذه الجملة تعليقاً على إعلان زياد الرحباني مغادرته لبنان إلى روسيا شاتماً قبل سفره «الجمهوريّة اللبنانيّة» بكلام يليق به لا بها، وللمناسبة لم يكن لبنان وشعبه اللذين أشبعهما زياد الرحباني سخرية وذمّاً، هما السبب الحقيقي وراء الفشل الذي راكمه زياد الرحباني وراءه، منذ ظنّ أنه عليه الخروج نهائياً من عباءة أبيه، كأنه مصاب بلوثة رواية إحسان عبد القدوس «لن أعيش في جلباب أبي»، وزياد الذي أصيب بنوبات هلوسة منذ «البروسترويكا» و»ميخائيل غورباتشييف» وانهيار وتفكّك دول الاتحاد السوفياتي، هذا «الزلمي» لم يتجاوز طموحه حدود الحصول على «تمويل» لمشاريعه الموسيقيّة الفاشلة منذ تجربة «الجاز أورينتال» التي تحمّلها جمهوره بناءً على تاريخه المسرحي السابق، الذي عاد ودمّره مطلع التسعينات، فمن يتذكّر اليوم عندما وقف زياد الرحباني على باب مسرح البيكاديللي وبيده مكبّر الصوت يهاجم عبره «نظريّة المؤامرة» عليه التي منعت الجمهور من شراء بطاقات مسرحيته لإفشاله، وفي هذا لم يقصّر المحيطون «بجنون» الفشل في إذكاء هذه الفكرة في «مخّ زياد»!!
في التسعينات كانت «مادونا» في عزّ نجوميتها و»المُمَوّلة»من بعض رجال الأعمال، وقد موّلت زياد بمبلغ عشرة آلاف دولار دعماً لخسارته الماديّة، فرفع صورتها في المسرح، وهذا هو زياد يُسبّح بحمد من يدفع!!
لطالما أصرّ زياد الرحباني على إهانة الشعب اللبناني في مسرحه في التسعينات، منذ ارتدى تلك البذلة العسكرية متمسكاً بشيوعيّة فارقها من أبدعوا نظامها ودولتها، وخسر زياد جمهوره في ذاك المسرح، واستعاد لاحقاً نجاحه مع ألبوم «كيفك أنت» للسيدة فيروز، وهي أمّ تعرف حجم عبقرية ولدها فاستأمنته على تاريخها وصوتها، قدمّته معها على المسرح، ولكن؛ مشكلة زياد الدائمة هي «التمويل»!! والفرق بينه وبين جيل الرحابنة الأبناء أنهم كلّهم باحثون عن «التمويل» لكن بهدوء، إلا ان زياد منذ التسعينات وهو يتحفنا بـ»فنعة» من هنا وأخرى من هناك، ولا يكلّ، وكان الله في عون السيدة فيروز وعون أمومتها لرجل على حافة الستين يتصرف و»يبحت» وكأنه في السادسة من عمره!!
فجأة تذكر زياد أن ينتقد «الحزب الإلهي»، الذي باع زياد نفسه له، فقال ما لم تتفتق عبقريّة عن قوله: «لازم يكون أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني السيد حسن نصرالله»، مشكلة زياد أن يُكبّر العيارات فلا «يدوزن» الحجارة التي يُراشق بها، هلل وفخم وعظّم في 23 آب في احتفال «النصر الإلهي»، وكلّ هذا لم يفتح طريقاً له يزوّده بالمال الإلهي الإيراني، فقرر الذهاب أبعد من ذلك، فاسم فيروز وحجمها سيشكلّان أكبر دعاية للسيّد، باع تاريخ فيروز المبرّئ من كلّ شبهات السياسة والسياسيين والحكام العرب، وبقصر نظرٍ شديد من زياد الذي كان عليه «اخلاقياً» أن لا يُتاجر بوالدته من على منبر العهد الألكتروني وأن يبيعها «محبّة لنصرالله» علّهم يسجلونه على لائحة المتموّلين من إيران!!
وليس دقيقاً أن زياد الرحباني مهدّد كما يدّعي، هذا كلام يدّعيه زياد منذ الثمانينات، أما حديث بأنه أجبر الناس [100 شخص] حضروا حفلته في صور أن يصوروها ويبثوها على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يبثّها أحد، وأن عدم نشر مقاطع وصور من هذه الحفلة جعل زياد يتوهّم تماماً مثل الذي توهّمه على باب قصر البيكاديللي ليخطب عن «المؤامرة»!! ونتساءل: بدلاً من هذه الأوهام المريضة لما لم يكلّف زياد الرحباني نفسه عناء إحضار مصوّر يصوّر له حفلته لينشرها بنفسه على موقع Facebook؟!
الآن «خبريّة» كهذه جعلت زياد الرحباني يخرج ليصرّح أنّ: «مصادر استخبارات الجيش اللبناني والسفارة الروسية أكدتا له أنّ «حزب الله» هو الجهة الوحيدة القادرة تقنياً وأمنياً على التشويش ومنع من صوّر من عرض الحفلة على مواقع التواصل»، فما علينا إلا أن نتأكد من صدق ما نقله له الروس من سفارتهم، ومخابرات الجيش اللبناني، أما أن يردّ زياد على عدم النشر هذا بسخرية أخرى طاولت: «صواريخ «رعد» التي يمتلكها حزب الله والتي تدّعي ايران أنّها صنعتها ?بينما هي في الواقع صناعه كورية كما أوردت جريدة «الأخبار» ذلك في إحدى مقالاتها?، هذا كلام رجل فقد اتزانه «من زمان»!!
وتنحصر المشكلة التي يهدّدنا زياد بمغادرة لبنان من أجلها بكلمتيْن: «زياد كان يراهن على أن يفتتح له إبراهيم الأمين إذاعة وأن يساعده على الاستحصال على تمويل لها، لكن ذلك لم يحصل بسبب غياب الرغبة الإيرانية أو السورية بتمويل مشروع من هذا النوع»، لا حقّ لزياد في هذه الصدمة، فما هو وجه الاستفادة الإيرانية من مشروعه، بالأساس الموسيقى «حرام» عند الخميني، وعند حزب الله، فمشروعه واحد من المستحيلات بالنسبة لهم!!
هي «لحظة ارتجالية»، سقطة جديدة لزياد، أو ابتزاز من نوع آخر، ربما لوالدته، أو لحزب الله وإيران وخطّ الممانعة، هذه «الجنّونة» تتلخصّ بكلمتين: «اعطوني حصتي» من دعمي لكم، أما التهديد بالسفر إلى روسيا، فإننا نقول له: «أنا والله فكري هنيك.. يعني وهنّي أهلك فيك»، اذهب إلى بلاد المافيا ولا تعد إلى جمهوريتنا، هذا الرجل وهو يرحل عن لبنان كان يحدوه هدفٌ واحد في كل حياته وهو: أن يدخل المجلس النيابي بصفة نائب، رغب دائماً بأن تقوده خلطة «عاصي وفيروز والحزب الشيوعي والاتحاد السوفياتي» إلى المجلس النيابي!!
للأسف؛ وحده زياد نظّر على كلّ اللبنانيين تحت عنوان «العقل زينة»، صار العنوان ينطبق عليه اليوم «العقل زينة»، وليس مؤلم رحيل زياد عن لبنان، لأنه رحل عنه منذ العام 1986 ولم يعد!!