Site icon IMLebanon

كيف يسيطر اليهود على القرار في أميركا؟

 

قد لا يدرك كثير من المتابعين للسياسة الخارجية الاميركية أسباب دعم واشنطن الأعمى وغير المحدود لإسرائيل منذ نشأتها.

 

ويعرض الكثير من الخبراء والأكاديميين نظريات تحلّل وتفسّر لهذا الدعم النادر في خريطة العلاقات الدولية. ويُرجِع بعضهم ذلك الى الترابط الديني بين الصهيونية والبروتستانتية، هذا أولاً..

 

ثانياً: بسبب التحالف القائم على المصالح الاستراتيجية بينهما.

 

ثالثاً: دور اللوبي وجماعات اليهود الاميركيين.

 

رابعاً: دور المال… فالصهاينة من الاميركيين هم كبار الاغنياء في الولايات المتحدة، وهم يمتلكون أهم المؤسّسات الاقتصادية وأهم وسائل الاعلام.

 

وكشفت استطلاعات للرأي تجريها مؤسّسة «غالوب» بصورة دورية سنوية منذ عام 1975 أنّ شعبية إسرائيل تزيد على شعبية رؤساء الولايات المتحدة. وأظهر استطلاع أجرته المؤسّسة خلال الفترة من 3 الى 18 شباط 2023 أنّ شعبية إسرائيل تبلغ %75 ، وهي ثاني أعلى نسبة بعد نسبة %79 المسجلة عام 1991 بعد حرب الخليج.

 

ويرى بعض المعلقين أنّ التأييد الاميركي الشامل لإسرائيل يضرّ بالمصالح الاميركية في الوقت الذي لا تهتم فيه إسرائيل بمصالح واشنطن.

 

ويستشهد البعض بما فعلته إسرائيل بحق الولايات المتحدة عام 1967، يوم احتلت الدولة العبرية الجولان السوري وصحراء سيناء المصرية والضفة الغربية وغزّة، وكانت أميركا قد وضعت على سواحل البحر المتوسط قبال فلسطين المحتلة سفينة تجسّس اسمها «ليبرتي» كي تراقب الحرب التي شنتها إسرائيل وتمنعها من احتلال أي دولة.. فعمدت إسرائيل يومذاك الى تدمير المدمّرة «ليبرتي».. إضافة للتجسّس على الجيش الأميركي نفسه في مناسبات عدّة.

 

رغم ذلك كله، فإنّ التأثير الصهيوني على سياسة الولايات المتحدة لم يخف، بل فلنقل إنه ازدادت وتيرته بشكل لافت، وهذا ما دفع بالجنرال ديڤيد باتريوس، القائد السابق للقوات الاميركية في أفغانستان، أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الى القول: «إنّ الغضب العربي المطلق تجاه الولايات المتحدة الذي تسببه القضية الفلسطينية، يحدّد الدعم وقوة الشراكة الأميركية مع شعوب وحكومات المنطقة، وإنّ الجماعات المتطرفة تستغل هذا الغضب لتعبئة الدعم المؤيّد لها.. كما ان استمرار الصراع العربي – الاسرائيلي، يعطي إيران نفوذاً كبيراً في العالم العربي».

 

هذا ويختلف دعم الاميركيين لإسرائيل بشكل كبير طبقاً للانتماء الحزبي. ففي آخر استطلاع للرأي أجرته مؤسّسة «غالوب»، رأى %85 من الجمهوريين إسرائيل بشكل إيجابي، مقارنة بـ %77 بين المستقلين و %64 بين الديموقراطيين.

 

هذا وعبّر %71 ممن يحضرون الشعائر الدينية عن دعمهم المطلق لإسرائيل، في حين ان النسبة بين اولئك الذين لا يشاركون في القداسات تبلغ %49 فقط.

 

إنّ دعم الجمهوريين لإسرائيل ثابت في جميع أسئلة «غالوب» للمشاركين. هذا وذكر والتر راسييل مييد الباحث الاميركي أنّ التأييد الاميركي البروتستانتي لليهود وإسرائيل وُحِدا قبل أن يطأ اليهود الدولة الاميركية الناشئة، وقبل أن تتأسّس دولة إسرائيل.

 

ويرى مييد أنّ الاميركيين الأوائل من المتدينين البروتستانت كانوا يؤمنون بأنهم شعب مختار، وأنّ تأسيس إسرائيل في فلسطين يثبت ان عقيدتهم كانت ولا تزال هي الصحيحة.

 

وعلى كلّ فإنّه وبحسب جميع الاستفتاءات تبيّـن ان الجمهوريين هم أكثر انحيازاً ودعماً لإسرائيل. على سبيل المثال فقد تحرّك الصهاينة الاميركيون بسرعة بعد أيام قليلة من فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الاميركية لضمان حماية المصالح الاسرائيلية بالكامل من قِبَل الادارة الجديدة، فاندمجت المنظمة الصهيونية الاميركية مباشرة مع عنصرية سيّئي السمعة معروفين أيضاً بأجندتهم المعادية لليهود. وكان من ضمن ضيوف حفل المنظمة الصهيونية الاميركية السنوي في 20 تشرين الثاني (نوڤمبر) ستيف بانون وهو أحد زعماء ما يسمّى باليمين المتطرف والمعروف أيضاً بالمؤيّد الشديد لتفوّق العنصر الابيض في الولايات المتحدة، وأصبحت شبكة «بريتبارت» الإخبارية تحت قيادة بانون منصة لليمين المتطرف وبالتالي للصهيونية.

 

وتعود علاقات بانون مع الصهاينة الى ما قبل فوز ترامب المفاجئ في الانتخابات.

 

باختصار، فإنّ إسرائيل استطاعت من خلال اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، وعلى مدى سنوات طوال، حتى قبل نشأة دولة إسرائيل المحتلة لفلسطين، السيطرة على مجريات السياسة الأميركية، بغض النظر عن الحزب الحاكم بسبب الشركات المالية التي يسيطر عليها الصهاينة وبسبب سيطرتهم على وسائل الاعلام سيطرة تامة.

 

فاليهود يسيطرون تماماً على المصارف «البنوك» في الولايات المتحدة… هذا أولاً… كما يسيطرون أيضاً على وسائل الإعلام… فإذا كُتِبَ أي موضوع ضد سياسة إسرائيل تُـحْرَم الصحيفة التي نشرت المقال من الاعلانات، حتى تلتزم الخطّ الصهيوني.

 

من هنا نعلم… لماذا تسيطر إسرائيل على السياسة الأميركية وتتحكّم بها؟