فيما كنتُ أنوي أن يكون عنوان هذا المقال «نتانياهو السفّاح» تذكّرت ما كان يردّده العميد ريمون إده منتقداً الأوصاف التي نطلقها على الاحتلال الصهيوني مثال: العدو الغادر، الغاشم، المتوحش، القدم الهمجية الخ… من عشرات الكلمات والتعابير التي تدخل في هذه الخانة. وكان العميد العنيد، رحمه الله، يقول: الإسرائيلي هو العدو فماذا ننتظر منه؟ هل ننتظر الشفقة والرحمة؟ وهل هو كاريتاس أو جمعية الحبل بلا دنس؟ وكان يضيف: إن أصدق النعوت التي توجَّهُ الى العدو ليست الكلمات إنما في ردّ الصاع صاعين، والقذيفة قذيفتين، والشهيد قتيلَين، والدمار دماراً أوسع… وطالما ختم كلامه في هذه النقطة بشيءٍ من هذا القبيل: العدو الإسرائيلي «مش فارقة معو» أي توصيف أو نعت ، فـ «على قفاه» كل العبارات المقذعة التي يُرمى بها، بل هو وصل الى حدّ أن «يمسّح (…)» حتى بقرارات الأمم المتحدة، شيءٌ واحدٌ يهتم به العدو هو أن تكون ندّاً له في الميدان، إذا لم تكن قادراً أن تتفوق عليه في العتاد والسلاح بسبب المعادلات الدولية التي فشل لبنان والعرب في تحويلها الى مصلحتهم.
حضرتني هذا الذكرى من إحدى جلساتنا مع ذلك السياسي الكبير وأنا أعتصر ألماً على ضحايا النبطية الذين سقطوا بصاروخين أطلقتهما مسيَّرة للعدو فارتقوا الى الشهادة، لينجوَ بأعجوبة الطفل حسين الذي انتُشِلَ من بين الركام تحت الأنقاض.
إنها الحرب بويلاتها وكوارثها وشناعاتها وتداعياتها، وبالذات بفاتورتها التي تزداد ارتفاعاً يوماً بعد يوم. ولكنها فاتورة يجب أن تُدفع، أيّاً كانت أرقامها ومهما كانت باهظة.
وفي تقديرنا والاقتناع بما أن الحرب واقعة ، فليس جائزاً أو مقبولاً ، الان ، فتح الدفاتر واجراء الحساب والمحاسبة ، اذ ان أضعف الأمين التعاضد والمساندة بالتي هي أحسن ، وأقله بوحدة الصف وبالكلمة ، وهذا أضعف الايمان … وأيّاً كانت الأسباب الموجبة لاندلاع هذه الحرب ، ومهما اختلف الرأي فيها وحولها ، فثمة حقيقة صارخة لا جدال فيها ، وهي ان الكيان الاسرائيلي في فلسطين المحتلة هو عدو اللبنانيين كلهم .