Site icon IMLebanon

المنطقة وصيف المناورات  

 

سواء أسقطت إيران طائرة درون لأميركا أم أسقط لها الحوثيون طائرة مسيّرة فوق اليمن، كلا السقوطين لم يغيّرا شيئاً من البرودة الأميركيّة المتبادلة مع إيران بعد كلّ «حماوات» التهديد المتبادل والذي دفع الجميع إلى الظنّ بأنّ حرباً ما على وشك الاندلاع، «حماوة تموز وآب» لطالما كانت مغرية ومسخّنة للرؤوس لإشعال الحروب الكبرى، عسى أن يفارق آب المنطقة في آخر موجات الحرارة التي تزامناً مع طلوع نجم سهيل استعداداً لـ»يبرد الليل» ومع انحسار وتراجع منخفض الهند الموسمي، وللمناسبة من الصعب بقاء المنطقة تراوح في هذا الستاتيكو الذي قد تثبّته سياسة انطلاق عام التفرّغ للانتخابات الرئاسية في أميركا، لأنّه سيكون مكلفاً جداً على دول الخليج وتحمّل تكلفة استمرار الحرب في اليمن!

 

التهديد الذي أرسله بالأمس الرئيس الإيراني حسن روحاني لا يضيف جديداً على الواقع الإيراني، سياسة «واحد بيشدّ واحد بيرخي» تستمر إيران في ممارستها فوزير خارجيتها جواد ظريف يعلن عدم خروجها من الاتفاق النووي بعد كلّ التهديدات، ورئيسها يُهدد العالم بأنّ تصفير صادرات بلده النفطية سيهدّد أمن الممرات المائيّة، هكذا كلام يذكّرنا بأكاذيب الرئيس الإيراني حسن روحاني التي أطلقها العام الماضي مخادعاً شعبه بقوله: «إذا تضررت إيران من انخفاض أسعار النفط فاعلموا بأن الدول المنتجة الأخرى مثل السعودية والكويت ستتضرر أكثر من إيران»!!

 

في وقتنا اللبناني المملّ لا بأس بالتفرّج قليلاً على المنطقة العربية التي تعيش تحت رحمة طائرات إيران المسيّرة المتفجرة التي تستهدف مطاراتها وقواعدها النفطيّة، لم تعد تملك إيران إلا خيار الإنتحار ونحر المنطقة معها، مشروعها يلفظ أنفاسه وإن تظاهرت بعكس ذلك، واستمرار الستاتيكو القائم سيقضي عليها من داخلها، دول الخليج قد تستطيع الصمود مالياً، أمّا إيران فهي على وشك الانهيار الاقتصادي الكلّي، واختناق أذرعها مالياً في المنطقة يعني نهايتها ونهايتهم.

 

قد يكمن المحكّ الحقيقي في كون إيران لن تقبل بأقلّ من اشتعال المنطقة متى ما استيقنت من أنّ نظام الملالي ذاهب إلى الجحيم، وهذا النّوع من الأنظمة يتصرّف على طريقة شمشون في هدّ المعبد على رؤوس الجميع، ولن يكون كافياً بالنسبة لإيران إحراق منطقة الخليج ولا الشّرق الأوسط أيضاً، خلاياها ستتحرّك في كلّ العالم ولن تكتفي باستهدافات تحذيريّة لناقلات النّفط ولا في استهداف إمدادات النفط بطائرات درون ولا استهداف مطارات في دول الخليج العربي، إيران قادرة على إحراق المنطقة ولكن السؤال الحقيقي والمخيف في ظلّ ستاتيكو المراوحة القائم: ماذا سيفعل العرب وحليفهم الأميركي، وهل جُلّ ما يستطيعون فعله هو انتظار إشعال إيران لنيران الحريق في دولهم وخليجهم وثيابهم أيضاً؟!

 

حتى الآن لم يعد واضحاً من مصدر الضغط على من في المنطقة، ذاتاً المنطقة كلّها قد تنفجر في أي لحظة، وبرغم كلّ رسائل عدم الرّغبة في الحرب يبدو أنّ اندلاع الحرب هو الحلّ الأمثل لمنطقة لا خيارات متاحة لديها إلا في مواجهة «الشيطان الإيراني»، مع هكذا أنظمة الحرب هي الحلّ بكلّ أسف مهما كانت كلفتها باهظة، أمّا لبنان الذي لا يرى أبعد من أنفه بل لا يرى تحت قدميه حتى عاجز حتى عن طرح سؤال جديّ واحد عن مصيره وشعبه في حال زجّ بنا حزب الله في حرب الدّفاع عن إيران ومشاريعها للمنطقة؟!