لم ينتظِر حتى منتصف الليل ، فغادر القصر قبل تسعِ ساعات من انتهاء العهد … عهدٌ من دون تمديد وعهدٌ من دون خَلَف … إنه الرئيس الاول بعد الطائف الذي يُمضي في القصر عهدًا كاملًا من دون زيادةٍ أو نقصان … قبلَه الرئيس الراحل الياس الهراوي والرئيس إميل لحود، أمضى كلٌّ منهما تسعَ سنوات لأن سوريا قررت التمديد لكلٍّ منهما ثلاثَ سنوات … سوريا اليوم غيرُ سوريا في التسعينيات ، وهي منهمِكَة بانتخاباتها التي ستجري بعد عشرة أيام ، لتكون النتيجة : في سوريا إنتخابات وفي لبنان شغور . وقع المحظور …
لم تنفع كل محاولات التحذير والتنبيه وحتى الصراخ منذ بدء المهلة الدستورية منذ شهرين ، فكانت الحصيلة أن الجمهورية ستنام على فشل وتصحو على فراغ . والسؤال ، ماذا بعد هذا الفراغ ؟
دستوريًا، تُناط السلطة الإجرائية بمجلس الوزراء مجتمعًا ” ولكن إلى متى ؟ ماذا لو جرى تنفيذ ما لوَّح به البعض من مقاطعةٍ لمجلس الوزراء، فهل يؤدي ذلك إلى تعطيل السلطة التنفيذية ؟ وماذا لو تمت مقاطعة مجلس النواب فهل تعطَّل السلطة التشريعية ؟
حين يتعمم الفراغ في المواقع الثلاث ، فكيف سيتم ملؤه ؟ هل سيُصار إلى انتظار الظروف الاقليمية والدولية ؟ ماذا لو طالت هذه الظروف ؟ أسئلة كثيرة ولا أجوبة ، لكن الوقائع تقول : وقع المحظور . البداية من النهاية.