زيارة وزير الخارجية الاميركية جان كيري أمس لم تقدم أقله في الظاهر اي خطة عملية تسهل انتخاب رئيس للجمهورية ، لكنها شددت في المقابل على حفظ الستاتيكو الأمني الحاصل .
ولم تنفع العظات التي وزعها يمينا وشمالا في تحريك غيرة اللبنانيين من بعض الذين يعطلون الاستحقاق بل بالعكس فقد اعطى كيري بتناوله الواقعين السوري والاسرائيلي من لبنان مبررا اضافيا لاصرارهم على المجيء برئيس للجمهورية من طينتهم السياسية بحيث ينصرف طيلة ولايته لحماية المقاومة وحماية انخراطها في صراع النفوذ الاقليمي .
الناحية الأخرى من الأزمة بدأت تتظهر في مأسسة آليات للحكم تعمل من دون رئيس للجمهورية .
ويستمد هذا التوجه قوته من حجة تقول بضرورة عدم توقف مؤسسات الحكم عن العمل وكلما طال أمد الفراغ خف الجهد لتأمين انتخاب رئيس للبلاد علما ان منطق العاملين على التعطيل لا يتجرأ حتى الساعة على تحمل مسؤولية ايجاد حل لسلسلة الرواتب ولقطاع الكهرباء الذاهب نحو الظلمة الكلية ، وهو يكتفون بالمواقف الشعبوية .
هذا المنحى لا يلقى صدى ايجابيا لدى بكركي ولدى شريحة عريضة من اللبنانيين والمؤشرات تدل على أنه ستكون للبطريرك الراعي جملة مواقف متدرجة تضع الموارنة المعطلين أمام مسؤوليتهم وكذلك باقي الشاغلين على هذا الخط من غير المسيحيين . ولم تعرف بعد ماهية هذه الخطوات .