بين الاستثمار السياسي في الأمن والدعوة الى الاستثمار الأمني في الأمن يدفع بعض اهل السياسة الى وضع لبنان على مسارات داعش، او هم يرسلون بطاقة دعوة الى داعش للاصطياف في لبنان بعدما أجهضوا بايديهم الموسم السياحي واقفلوا الحدود فقط في وجه السياح غير المزودين بأحزمة ناسفة. علما بأن الأذكياء والمتذاكين وأصحاب الضمائر وأولئك الذين يبيعون ضمائرهم يعرفون ان الاستثمار يجب ان يكون في الجمهورية فيعجلون في انتخاب رأس لها وفي استعادة حزب الله من حملاته خارج الحدود واقفال البوابة السورية التي لا يأتينا منها غير الريح.
في هذا الاطار جاءت دعوة السفير الاميركي دايفد هيل الى تجنيب ان تخاض معارك المنطقة على أرضه.
واذا لم يتحقق شيء من هذا فعبثا نطوع الجنود ونثقل مالية الدولة بمئة وخمسين مليار ليرة اضافية فيما هي تحفر قعر خزينتها شبه الفارغة بحثا عن موارد لتمويل سلسلة الرتب والرواتب.
مفاد هذا الكلام ان الابحار بعيدا عن مسالك الدولة يصعب بل يجعل من المستحيل ادارة شؤون الدولة ولنا في الشهر الذي انقضى على شغور قصر بعبدا خير دليل. ولهذه الغاية يجتمع المجلس الخميس لاختبار آلية تم التوصل اليها بعد عناء.
في المقلب الآخر من السياسة لم يثمر الحراك الباريسي اي منهجية تؤدي الى انتخاب رئيس، وما اعتبرته اوساط الحريري _ جنبلاط ايجابيا يتلخص في أن الرجلين توافقا على من لا يريدانه في بعبدا وجدد الرئيس الحريري قناعته بأن اختيار الرئيس هو شأن ماروني أولاً.