عنوان واحد لهذا اليوم: الخطف. فقبل ستة وثلاثين عاما اختطف الإمام موسى الصدر مع رفيقيه، وهو حتى اليوم لم يعد. لذا يتذكره لبنان في وقفة وطنية- إعلامية عبر توحد كل محطات التلفزة بعد ثماني دقائق من الآن.
هذا عن الخطف في صيغة الماضي. أما في الحاضر فإطلاق سراح العسكريين الخمسة أثار التفاؤل، بمقدار ما أثار الأسئلة والقلق. مصدر التفاؤل عودة خمسة من العسكريين إلى أهلهم وذويهم بعد احتجاز امتد حوالى شهر تقريبا. لكن الأهم هو تكون انطباع بأن الملف قابل للتفاوض، على الأقل مع “جبهة النصرة”، التي لا يزال لديها ثلاثة عشر عنصرا من قوى الأمن الداخلي، في حين أن عدد المخطوفين الموجودين لدى “الدولة الاسلامية” هو عشرة عناصر.
مقابل هذا التفاؤل أسئلة قلقة كثيرة، طرحت مع تسليم العسكريين الخمسة:
السؤال الأول: لماذا تم اطلاق خمسة عناصر فقط، وهل يعني هذا أن البقية سيبقون قيد الاحتجاز؟ وإلى متى؟
السؤال الثاني: لماذا اختارت “النصرة” أن تطلق خمسة عناصر ينتمون إلى الطائفة السنية؟ وهل يعني هذا أن العناصر المسيحيين والشيعة سيبقون محتجزين حتى اشعار آخر؟ وما قصد الخاطفين من التمييز الطائفي، أليس إثارة المزيد من العصبيات الدينية والطائفية والمذهبية؟
والأهم: كيف ستنتهي حركة الأهالي على الأرض؟ وإلى أي حد يمكن الاستمرار في ضبطها في ظل الضخ الاعلامي المسموم المتمثل في توزيع أشرطة تتضمن كل فنون القتل والذبح؟