بعدما ضرب موعد الاستحقاق الرئاسي وزجت الجمهورية في الفراغ هاهو التعطيل يدخل الى أروقة مجلس النواب من بوابة عدم جواز التشريع في غياب رئيس للجمهورية وفي غياب التوافق على مخرج للسلسلة . والتعبير الأقوى عن التعطيل ظهر في عدم التئام المجلس لاقرار السلسلة نزولا عند الضغوط التي تمارسها هيئة التنسيق النقابية . وقد أدى شد الحبال السياسي والدستوري والذي خلط ولو للحظات التحالفات المعلنة او كاد الى وضع الامتحانات الرسمية في مرمى التعطيل فبات مصير الاساتذة والتلامذة معا في مهب الريح وسط تعاظم الخلافات حول ملف الأساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانية.
اختلاط السياسي بالتربوي بالايديولوجي بالتعبوي والشعبوي كشف عمق الأزمة التي تتخبط فيها البلاد بلا رئيس للجمهورية يضبط ايقاعها ولم يعد ينقص الا التلاعب بالأمن لاسمح الله لتكتمل صورة الجمهورية الفاشلة.
وفي السياق الملف الرئاسي الى مزيد من الغموض ، فتشدد المتنافسين على الموقع لا يفسح في المجال امام اي بصيص أمل بحل داخلي فيما الملف اللبناني لا يندرج في سلم أولويات الدول المؤثرة في الاستحقاق . وفي الانتظار جدالات غير متكافئة يتواجه فيها الدستور مع السلاح ، تزدهر على هوامشها لوائح المسترئسين التي ترمى في التداول للحرق وللاساءة الى جوهر الاستحقاق ورمزيته العالية.
لكن وقبل الدخول في تفاصيل الاستحقاق الرئاسي اللبناني الفاشل ديموقراطيا نتوقف عند حماسة المصريين لممارسة الديموقراطية ما استلزم تمديد الانتخابات الرئاسية في مصر يوما ثالثا بعدما كان مقررا ان تكون ليومي الاثنين والثلاثاء.