في لبنان كرة القدم العالمية غائبة ولا تتدحرج على الشاشات، وفي العراق كرة النار “الداعشية” تتدحرج وتتمدد في المحافظات. إنه المشهد المتناقض من بيروت الى بغداد.
التمدد “الداعشي”، ولو أنه لم يحقق تقدما ميدانيا اليوم، لكنه لا يزال في صدارة الحدث، وخصوصا انه غير الكثير من المعادلات الاقليمية، وأرغم ايران على الخروج من برودتها الديبلوماسية والسياسية. فالرئيس الايراني إتصل برئيس الوزراء العراقي وجدد دعمه للسلطات العراقية في محاربة الارهاب. فهل يعني هذا الأمر أن المواجهة الاقليمية مستمرة وستشتد، أم أن ما يحصل على الأرض سيؤدي في النتيجة إلى فتح القنوات الديبلوماسية بين ايران والسعودية، ما يسهم في محاصرة النار العراقية والبدء في بحث الملفات الاقليمية العالقة ومن ضمنها الملف اللبناني؟
لبنانيا، ظروف اجراء الانتخابات الرئاسية غير متوافرة. واللقاء الباريسي المنتظر الثلاثاء المقبل بين الرئيس الحريري والعماد عون لن ينعقد على ما يبدو بخلاف ما تردد. فالتواصل بين “التيارالوطني الحر” وتيار “المستقبل” كان غير مفعل في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، وبالتالي فإن لا جديد على الصعيد الرئاسي بين التيارين. علما ان مصادر مطلعة أكدت ان لقاء قريبا سيجمع التيارين على خلفية بحث عدد من الأمور الحيوية أبرزها الملف الحكومي والصلاحيات العالقة.
انطلاقا من كل هذا العرض سؤال يطرح: إذا كان العماد لن يسافر إلى باريس، فلماذا قدم موعد اطلالته التلفزيونية من الثلثاء إلى الاثنين؟ وهل يعني هذا ان ثمة سفرة أخرى له لكن ليس إلى العاصمة الفرنسية؟ في الموازاة اللقاء بين الحريري وجنبلاط سينعقد من دون ان يعرف موعده ولا تاريخه.
لكن قبل اللهيب “الداعشي” العراقي والبرودة الرئاسية اللبنانية، وقفة عند حرمان اللبنانيين متعة مشاهدة مباريات المونديال، عبر جولة في الأحياء حيث دفع ضيق الحال بعض المواطنين إلى الشارع لمتابعة المونديال ولو خلسة.