بين السِر والعلن يختلف المشهدُ ويتبدل… مَن يراقب كلامَ الكواليس يلمُس ايجابيةً مُفرطة. ومَن يرصد كلامَ المنابر يستغرب التصعيدَ والتشدُد، ليُصبحَ اللُغزُ كامناً في سببِ هذه الازدواجية… ففي كل الحوارات الداخلية، وبعيداً عن العدسات، تعُم اجواءُ تواصُلٍ وانفتاح، لا تبددُه إلا التصريحات على الشاشات… فهل السبب يكمن في محاولةِ شدِ عصب الشارع؟ او هو توزيعُ ادوارٍ بين افراد الفريق نفسِه؟ او انّ بعضَ الفرقاء يعتمد سياسة الامساكِ بالعصا من الوسط، فيوازن بين التهدئة والتصعيد بما يؤمِّنُ له اعادةَ التموضع في المكان المناسب، بما يتناسب مع المُتغيرات الاقليمية…* على اي حال، فالمشهد الداخلي لا يبدو غريباً عن مشهد الخارج. فبين واشنطن وطهران ايجابياتٌ حوارية تترافق مع تحفظاتٍ خُطابية، لتترُكَ الوضعَ مبهماً مع اقترابِ مهلة الرابع والعشرين من آذار…* وفي الانتظار، يبقى الجوُ ممسوكاً، عساه لا يتحولُ مسموماً، كما الطعام في طرابلس الذي تسبب بتسمُمِ عددٍ من الطلاب.