منَ الآنَ بدأت مراسمُ تشييعِ العامِّ ليُسلِّمَ فخامةُ الفراغِ السيد فراغ.. وتتمدّدُ السنةُ بين الاثني عشَرَ شهراً من دونِ أيِّ وعدٍ بالحل.. لأنّ هذا البلدَ لا يُنتشلُ إلا بالنوويّ واتفاقٍ خارجيّ يمنحُنا رذاذَه وبركاتِه وإذا كانت الأزْمةُ تنحصرُ في المؤسسات.. من فراغِها إلى فسادِها.. فذلك أمرٌ اعتاده اللبنانيون لكنّ الأسى هو في أن يَسدُلَ العامُ آخرَ أيامِه بلا عودةِ العسكر وبانتقالِ أزْمةِ المخطوفين إلى الشروطِ الصعبة التي يبدو أنّها مرتبطةٌ بمصيرِ داعش والنُّصرة في الجرود لاسيما معَ اشتدادِ وطأةِ المعاركِ في القلمون فالمخطوفون هم مِظلةُ الخاطفين.. والورقةُ التي تَحميهم من الاستهداف وعسكرُنا سيشكّلُ عُنوانَ وجود وربطاً بالتفاوض أعلنَ الزّعيمُ وليد جنبلاط أنَ الوزيرَ وائل أبو فاعور وبتفويضٍ منه سيَستمرُّ في الاتصالِ بداعش والنُّصرة لأنّ همَّنا حياةُ العسكريينَ وتمنّى على الباقي في خليةِ الأزْمةِ أدراكَ هذه الأهمية وسأل جنبلاط: ماذا يفعلُ وزيرُ الداخلية واللواء عباس إبراهيم و”الغير”؟ هل همُّهم حياةُ العسكريين وذكّرَ جنبلاط بطريقةِ فرنسا ودولةِ مالي في المقايضةِ حيث أُخلي سبيلُ عِشرينَ إسلاميًا في مقابلِ رهينةٍ فرنسية لكنْ في مالي وفرنسا.. لم يتدخلْ وزيرُ الصِّحةِ ولم يرسلْه زعيمُ الاشتراكيةِ الدَّوليةِ إلى الجرد حاملاً محمَّلاً.. وفي مالي وفرنسا لم تَنشأْ خليةُ أزْمةٍ بألفِ رأي.. ولم نلحظْ هيئةَ علماءَ مسلمين “ماليين” تفتحُ خطوطاً على الخاطفين.. ولم يَنبُت على مسرح الخطفِ متحدثون يخطَفون المذياعَ لتسجيلِ حضور.. وليس في مالي وفرنسا مالٌ جرى تهريبُه من جرود مالي إلى الخاطفين فإذا سعَينا للتشبّهِ بالدول لن يكونَ أمامَنا إلا حصرُ التفاوضِ بجهةٍ واحدة.. وسحبُ الأهالي من الشارع ينتظرون أبناءَهم في البيوت الدافئة . لبنان المأزومُ في الخطف.. منتصرٌ بين الأمم ونصرُ تموز يَجري توثيقُه للمرةِ الأولى من خلالِ تغريم إسرائيلَ دفعَ 856 مليونَ دولارٍ أميركيٍّ عن الأضرارِ التي لَحِقَت بلبنان من جراءِ قَصفِ إسرائيل محطةَ الجيّة في حربِ تموز وصَوَّتَت الولاياتُ المتحدةُ وكندا وأُستراليا وميكرونيزيا وجُزرُ مارِشال وإسرائيلُ ضِدَّ القرار فيما امتَنَعَت كلٌ من بابوا غينيا الجديدة والكاميرون وتُونغا عن التصويت وبعض هذه الدول كميكرونيزنا أنشأتْها أميركا وتزرعُها بينَ الأممِ لاستخدامِ أصواتِها.. وهي جغرافياً وديمقراطياً لا تعدو كونَها مجموعةَ جزرٍ كانت متروكةً في المحيطِ الهادئ لا يتجاوزُ عددُ سكانها ثلاثَ مئةٍ وثمانينَ ألفَ نسَمَة.