بخلافِ الإرتزاقِ السياسيّ على خِطابِ نصرالله فإنّ معادلاتِ الأمينِ العامّ لحِزبِ الله لغايةِ الساعة لم تُحدثْ انقلاباً في مجتمعِ الرابعَ عَشَرَ مِن آذار ولم تُصبْ بالهلَعِ سِوى الرئيس فؤاد السنيورة الذي وُجد مذعوراً متخوفاً رافضاً إسقاطَ قواعدِ الاشتباك مع إسرائيل معتبرًا أنّ هذا كلامٌ متفرّدٌ متسرّعٌ يُلغي إرادةَ الشعبِ اللبنانيّ ومؤسساتِه الدُّستوريةَ الملتزمةَ القرار رقْم ألف وسبعِ مئةٍ وواحد السنيورة أرسى قواعدَ اشتباكٍ سياسيٍّ منفرداً منتقداً مصادرةَ حقِّه في الكلامِ والتفكير ورافضاً تحويلَ البلادِ إلى أرضٍ سائبةٍ تسودُها شريعةُ الغاب ومنطقُ القوةِ والسيطرةِ والإرغام وخَلَصَ السنيورة الى نتيجةٍ تتوقّعُ الفشلَ لهذه التجرِبةِ وإلحاقَ الضرَرِ بلبنان ووَفقاً لتقويمِه المُضمَر فإنّه كانَ على المقاومةِ أن تُلحَقَ الهزيمةُ بها وألا تَرُدَّ على إسرائيل لكنّ حِزبَ الله لم يُنفَذْ سِوى رَغَباتِ السنيورة نفسِه فالذين سَقطوا في غارةِ القنيطرة هم شهداءُ بتوصيفِك أنت دولةَ الرئيس .. ألم تشرحْ لهم صدرَهم بذلك الهاتفِ الذي أجريتَه معَ المعاون حسين خليل يومَ الاغتيال؟ ألم ترفُضْ قبلَ ثلاثةَ عشَرَ يوماً الخلطَ بينَ الوجهةِ السياسية وتوصيفِ الشهادة ؟ فبناءً على تقويمِك العالي للشهداءِ ردّت المقاومةُ الاعتبار وأخذت بثأرِهم ونفّذت ما تطمَحُ إليه كرجلٍ عروبيٍّ يَرفُضُ الجرائمَ الإسرائيليةَ المتكررةَ على بلدِه .. أما عن القرار الف وسبع مئة وواحد فقد احترمتْه المقاومة في عمليةِ شبعا ولم تحترمْه إسرائيلُ في الاعتداءِ على لبنانَ وأرضِه ورُعيانِه وأشجارِه وجنودِه وسمائه وكتيبتِه الزرقاء .. فأيُّ إذنٍ ستأخذُه المقاومةُ للدفاع وممّن ؟ هل باتت الحكوماتُ تُصدِرُ بياناتِ حرب؟ وأيُّ ضرَرٍ وقع عندما رفع المقاومون على أكتافِهم كورنيت عابرةً للذل إسرائيل لا تعرفُ إلا لغةَ القوة ..وهذهِ وحدَها ما يَردعُها لا تصريحاتُ الخوفِ والهلَعِ واستحضارُ أرواحِ الحربِ التي تَخشى إسرائيلُ شياطينَها .
لكن إسرائيل التي ما تزال في مرحلة تحليل خطاب نصرالله .. صمتت .. وتكلم فؤاد السنيورة على طريقِ الحروب معَ الإرهاب فإنّ مِصرَ قرّرت المواجهةَ عقِبَ استهدافِ قواتِها في سَيناء بالتزامن معَ حظرِها كتائبَ القسام الجَناحَ العسكري لحماس واعتبارِها منظمةً إرهابية فقد أًصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارًا جُمهوريًا قضى بتأليفِ قيادةٍ موحّدةٍ لمِنطقةِ شرقيّ القناةِ ومكافحةِ الإرهاب معلناً أنّ مِصرَ تواجهُ أخطرَ تنظيمٍ في العالَم هذا الخطرُ سيدفعُ إلى تنسيقٍ مشتركٍ مع روسيا التي تعاني من مولودٍ إرهابيٍّ مزمن اسمُه الشّيشان .. وسيزورُ الرئيسُ فلاديمير بوتن القاهرةَ في التاسع من شُباطَ فبراير للبحث في الحلْقة الإرهابية المشتركة التي تلقى دَعماً من إسرائيل الراعي الأساسِ للإخوانِ المسلمين والإخوان الشيشان على حدٍّ سواء.