Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 7/3/2015

ضربتانِ للإرهابِ ومِن دونِ تنسيقٍ بينَ الجيشِ اللبنانيِّ والجيشِ السوري.. حيث سقطت رؤوسٌ من جبهةِ النصرة وداعش على توقيتٍ واحد: أبو حارث الأنصاري الشاهدُ على ذبحِ العسكريين(2) اللبنانيين علي علي وعباس مدلج.. وقد صنّفتْه مديريةُ الاستخبارات في لبنان أحدَ أخطرِ المطلوبينَ الذين التَحقوا بتنظيماتٍ بايعت داعش لكنّ الحَصادَ الأكبرَ جاء سورياً بقصفٍ جويٍّ لقياداتِ النُّخبةِ مِنَ النُّصرةِ في إدلب وبينَهم أبو هُمام الشامي وللبنانَ فخرُ سَجنِه خمسَ سنواتٍ كما له فخرُ إطلاقِ سراحِه من رومية عامَ ألفينِ واثني عشَرَ ليتفرّغَ مِن بعدِها لإدارةِ الإرهابِ في دولِ الجوار . من لُقّب بدماغِ القاعدةِ نظراً إلى خِدْماتِه لها في لبنانَ وسوريا والعراق وأفغانستان يُعرفُ أيضاً باسمِ “فاروق السوري” وهو الرجلُ الثاني في النصرة بعد قائدِها العامِّ “أبو محمّد الجولاني” ومعَ تاريخِه هذا .. فقد خرَجَ مِن سجونِنا كالحرِّ الطليق ولم يَثبُتْ في حينِه أن أياً من سياراتِ الزعماءِ اللبنانيين أقلتْه من بابِ السِّجنِ إلى مقرِّ إقامتِه.. ولم تكن له حُظوةُ وامتيازاتُ شادي المولوي . أبو هُمامٍ واحدٌ معَ عُصبةٍ مِن رفاقِه قضَوا في غارةِ ريف إدلب.. لكنَ ساحاتِ “الأبوات” تتّسعُ لآلافِ القادةِ والعناصرِ الإرهابية.. وهم إذا ما ضجِروا من قتلِ البشر ونوّعوا في أساليبِ التصفيةِ للإنسانيةِ يُقدِمون على قتلِ الصخرِ والتماثيلِ الضاربةِ في الحضارةِ وصولاً إلى القُرى الأثريةِ وبينَها: نمرود المدينةُ الأشوريةُ التي أصبحت في القرنِ التاسعِ قبلَ الميلادِ عاصمةَ الإمبراطوريةِ الأَشّوريةِ الحديثةِ ونمرود الواقعةُ على بُعدِ ثلاثينَ كيلومتراً مِن مدينةِ الموصل في محافظةِ نِينوى تسويهّا داعش اليومَ بالأرضِ لتغتالَ ذاكرةَ العراقيينَ والعالَمِ بمَسحِ حضاراتِ السنين .

وإلى نمرود الداخلِ اللبنانيّ وشيطنةِ السياسة.. حيث أعلن رئيسُ حِزبِ القواتِ سمير جعجع للجديد FM أنّ عَلاقتَه بالنائب ميشال عون مثلُ كلِّ القِصصِ الغرامية نظرةٌ فابتسامةٌ فموعدٌ فلقاء.. ونحنُ لا نزالُ في مرحلةِ “النظرةِ فابتسامة” وسواءٌ على تقويمِ جعجع عون أو النوويِّ الإيرانيِّ الأميركيِّ فكلُّه تخصيبٌ بتخصيب.. إذ إنّ الرئاسةَ اللبنانيةَ تَنتظرُ حلاً من اثنين: إما نجاحُ العلاقةِ الغراميةِ المحلية وتتويجُها بزِفافٍ في بعبدا.. وإما بعبور الرئيس من “حُنجور” يورانيوم إيرانيّ أميركيّ.. لكنْ في كلتا الحالينِ فإنّ الدربَ طويل.. وبالرَّفاءِ والبَنين.