كلُّ الأيام لها ولا يومٌ لإنصافِها لها أن تُضحّيَ وللآخرينَ قَطفُ الثمار هي الأمّ المرأة سيدةُ البيتِ التي عليها العطاءُ وعلى المجتمعِ جنيُ المحصول والأمُّ التي تَهُزُّ العالَمَ بيمينِها يَهُزُّها المجتمعُ يَمْنةً ويَسْرة ويَضرِبُها حتّى المَوت فرلى يعقوب كانت أمّاً ومنال عاصي سقطت صريعةً أمامَ عيون أمِّها وكذلك إيمان هارون ونسرين روحانا وكريستال أبو شقرا وغيرُهنّ مِن أمهاتٍ كُنّ الزهْرَ في عِطرِه نَضيع فماذا قدّم المجتمعُ لحمايتِهنّ وأيُّ تشريعاتٍ تَمنعُ رجلاً من مدِّ اليدِ على نِصفِه وإذا كانتِ الدولةُ اللبنانيةُ لا تَخجَلُ مِن فراغِ رأسِها أفلا تَستحيي من أرقامٍ تَجعلُ المرأةَ عندَنا في المرتبةِ السابعةِ عربيًا على مُستوى سُوءِ المعاملة ومَن يَحمي الأربعةَ والسيتنَ ألفَ امرأةٍ اللواتي وُضعْن تحت الخطَرِ الذكوريِّ في بلادِنا لن تحتاجَ أمُّنا إلى أن نَحِنَّ إلى قهوتِها وخُبزِها ولمستِها ولن تَسترخيَ أمهاتُنا عند أغنيّاتِ ستِ الحبابب وأجمل الأمهات ولن تصيرَ أمُّنا ملاكاً وحبَّنا الباقيَ إلى الأبد ما لم نُهْدِها عَقداً تَشريعياً يصونُها في منزلِها ويَحميها مِن أعزِّ ناسِها فيصبحَ لها الحقُّ في حَضانةِ أطفالِها إذا ما وقعَ الخلافُ العائلي بعيداً مِن قوانينَ متخلّفةٍ تَمتطي الدِّينَ سبباً ليُنزَعَ الطفلُ مِن ذراعِ أمِّه هديتُها أيضاً تأتي بإعطائِها الحقَّ في منحِ أولادِها الجنسيةَ وحمايتِها من العنفِ الأسري وتلك تحتاجُ الى موادَّ قانونيةٍ ستكونُ أكثرَ خدمةً للأمهاتِ والسيداتِ مِن الموادِّ المنزلية
وعلى توقيتِ عيدِ الأمّ وعيدِ النوروز رأسِ السنةِ الفارسية تفتّحَ الوردُ النوويُّ في جنائنِ لوزان واقتربتِ المفاوضاتُ من إحرازِ التقدّم حسبما أعلن الرئيسُ الايرانيّ حسن روحاني والأمّ علّقت المفاوضاتِ الايرانية الأميركية إلى الأسبوع المقبل بعدما اضْطُرَّ الوفدُ الإيرانيُّ الى المغادرةِ بسببِ وفاةِ والدةِ روحاني الذي تجاوز حزنَه وصرّح أنْ لا شيءَ غيرُ قابلٍ للحلِّ في المفاوضاتِ النووية والمفارقةُ أنّ صيحاتِ ” الموت لأميركا” كانت تَندلعُ من حشودٍ إيرانيةٍ تجمّعت للاستماع إلى المرشدِ الأعلى علي خامنئي الذي صوّبَ وجهةَ المفاوضاتِ سياسياً وقال إنّ طهرانَ تُفاوضُ القوى الكبرى حولَ النزاع النوويّ فقط وليس حول المسائلِ الاقليمة في إشارة إلى الصراعاتِ في كلِّ من العراق وسوريا واليمن والخليج التي لها حساباتُها الأخرى فالإمبراطوريةُ الإيرانيةُ التي أصبحت على بابِ المندَب وميناءِ الحُديدة بصورايخِ الحوثيين لن ترميَ بكلِّ أوراقِها في سلةِ التفاوضات دُفعةً واحدة وكلُّ مِلفٍّ وله ثمَن .