قرقعةٌ في الجرود .. ولا معاركَ حاسمة .. ضجيجٌ يملأ المواقعَ الالكترونية لكن الحربَ لا تُشنُ أفتراضياً .. حيث مازالت النصرة تهدد .. وداعش ترعد .. تتوحدان على حدودنا بعد أن أختلفتا في بلاد الاحتلال الواسعة .. يجمعها عسكرٌ لبنانيٌ واحد خُطف من بيتِه وعرسالِه ومواقعِه العسكرية بقدرة متعاونٍ يعتمر القبعة مازال السلاحُ غير صاح ..
الخطر يتقدم والوقت ينفذ كالذخيرة .. والأسود الذي كان يهدد بالتسرب من حدود عرسال أصبح مشتركاً مع منطقةٍ ممتدة من راشيا الى شبعا والتخوم التي تصل لبنان بسوريا من جهةِ ريف القنيطرة وبيت جَن السورية .
مرصدُ وليد جنبلاط المُستشعر عن بعد أدرك الخطرَ القادم والذي قد يصيب معاقلَه وتكوينَه المجتمعي فتحرك وأضنى نفسه بزياراتٍ تعتمد رأس الحكمة .. تقف خلف الجيش .. وترفع المآذن في الجبل اذا لزم الامر وتُعيدُ بناءَ المساجد وترد الدروز الى صدر الاسلام جنبلاط سار من ضيعةٍ الى ضيعة ومن دسكرة الى أخرى لردِ الضيمِ المخيمِ على المحيط والمرتفعات .. أعتلى منبراً وراء منبر من راشيا الى عين عطا فمجدل عنجر .. يطمنئهم وهو المتوجس ..وكأن الريح تحت جبلِه خوف جنبلاط له أسس تنطلق من القنطيرة التي تخلى عنها الجيش السوري بعد معارك عنيفة مع النصرة وهو بذلك الارهاب وجها لوجه مع أسرائيل ..
لكن هذا الارهاب سبق وتمت رعايته في تل ابيب .. فيها تدرب واليها نُقل جريحاً وعولج في مستفياتها .. سُلح وأُرسل لمزيدٍ من التدريب في الاردن وكان هدفه الوصول الى قلب العاصمة دمشق عبر الجولان درعا قبل أن تتم مباغتُته أثناء التسلل ما الذي يمنع هذه المجموعات من تكرار التسلل اليوم الى حدودنا ..
الى ضفة الزعيم وليد جنبلاط .. بمقدورهم الوصول مشياً على الاقدام ان ارادوا كما فعلوا يوما كنازحين قدموا عبر وادي جِنعِم .هل سيصعب على أسرائيل أن تحرك النصرة اليوم بإتجاهنا ؟ كل هذه المحاذير لا تعالج الا برفع اليد السياسية عن القرار العسكري الذي يبدأ من الجرود .. ولا ينتهى بسلسلة الحدود البقاعية.