الإرهابُ يضرِبُ العسكرَ من جديد .. محمد ضاهر وعلي الخراط شهيدان مع عددٍ منِ الجرحى ضحايا استهدافِ آليةٍ عسكريةٍ بعُبوةٍ ناسفةٍ عند تخومِ عرسال جبهةُ النصرة لم تكتفِ بهذا الحدّ .. بل أقامتِ الحدَّ على الأسيرِ محمّد حَميّة وأعلنت أنه سيكونُ أولى ضحايا ما سمّتْه تعنّتَ الجيشِ اللبنانيِّ الذي أصبح أُلعوبةً بيدِ الحزبِ الإيرانيّ بحسَبِ صفحتِها على التوتير.
إرهابُ التنظيماتِ السودِ لا يبدو أنه قابلٌ للتفاوض .. على الرَّغمِ منَ الكلام عن تفعيلِ العمليةِ في خلال وجودِ موفدٍ قَطَريٍّ في لبنان اليومَ لهذه الغاية والانتقامُ من المؤسسةِ العسكريةِ جاء بعيدَ ساعاتٍ مِن توقيفِ استخباراتِ الجيشِ والقُوى الأمنيةِ عدداً منَ الجماعاتِ الإرهابيةِ التي شاركَ بعضُها في ذبحِ الجُنديِّ عباس مدلج وذلك بعدَ دخولِ هؤلاءِ خُلسةً من جرود عرسال ..
المِنطقةِ التي ما عادت تحتملُ تأجيلَ الحسمِ .. وأصبحت محكومةً بسدِّ المنافذِ المؤهِّلةِ لتسريبٍ مستقبليٍّ في موسِمِ الشتاء.
ومن موسكو ناشدَ وزيرُ الداخلية نهاد المشنوق العماد ميشال عون تسهيلَ إقامةِ مخيمٍ للاجئينَ المطلوبِ أخراجُهم من عرسال قائلاً إنّ عرسال مِنطقةٌ محتلة وتحريرَها لا يكونُ إلا بمِنطقةٍ خارجَها رافضاً أيّ تصادمٍ بينَ الجيشِ والتكفيرين. لكنّ البيئةَ العرساليةَ لا تبدو مهيّأةً لمثلِ هذا الحسم .. أما البيئةُ الطرابلسيةُ فربما كانت أشدَّ خطَراً مع إرتفاع هتافات من المساجد اليوم تؤيد الدولة الاسلامية. فإذا كنا نطالبُ بتسليحِ الجيشِ لمواجهةِ الإرهاب .. فأيُّ سلاحٍ سيُزيلُ ما يَعتمِلُ في نفوسٍ من تأييدٍ للتطرّفِ وتجنيدٍ ومبايعةٍ وتنظيمِ صفوف ؟ هنا مكمَنُ الخطر ..