مِن دونِ أن يُعلِنَ الحرب خاضَها ومنذ ليلِ الجُمُعة- السبت يضرب الجيشِ اللبنانيِّ مواقعَ ومخابىءَ مسلحين إرهابيين في الجرد العرساليِّ بسلاحٍ لم يُكشَفْ عن تِقْنياتِه لكنّ بعضَه مِن صنعٍ محليّ، ووَفقاً لمصادرِ الجديدِ العَسكريةِ فإنّ ما جَرى في اليومينِ الماضيينِ أسفر فعلاً عن مقتلِ أكثرَ مِن خمسينَ إرهابياً في عمليةٍ أمنيةٍ دقيقةٍ وصَلت إلى عُمقِ المخازنِ البشريةِ للمُسلحين فيما تَجري معالجةُ عُرسال ودخولُها عَبرَ القَضْم واليومَ إسُتكملَ القصفُ على معاقلِ المُسلحينَ في الجرود بمِدفعيةِ الجيشِ الثقيلةِ بعدما استَعملَ الطائراتِ المعدّلةَ في اليومينِ الماضيين.
وإذ ندّدت قيادةُ الجيشِ بتصرفاتٍ فرديةٍ للجنودِ حِيالَ شريطِ فيديو يُظهرُ بعضَ الموقوفينَ السوريين، فقد لفَتت المصادرُ العسكريةُ الرفيعةُ عينُها إلى أنّ جنودَ الجيشِ يُخطفون ويُذبّحون ويُنكّلُ بهم ويتعرّضونَ لفنونِ الهوانِ والذلّ وعندما يَصدُرُ مِن أحدِهم أيُّ تصرّفٍ لا يمثّلُ قرارَ المؤسسة ويتعلّقُ بمجموعاتٍ تعتدي على الجيش يتحرّكُ دُعاةُ الإنسانية الذين يتألّمون على مشاهدَ من دونِ أخرى.
في مُعطياتِ التفاوضِ مِنَ المقرِّرِ أن يكونَ الموفدُ القطريُّ قد بدّلَ رأيَه ووصلَ اليومَ مساء إلى بيروتَ لاستئنافِ ما لم يبدأْه بعد لكنّ مطّلعين على المِلفِّ يؤكّدونَ أنّ شروطَ الخاطفين دونَها صعوبةٌ مطلقةٌ ومن ضمنِ ما طرحوا مقايضتَه: نعيم عباس العقلُ المدبّرُ للتفجيراتِ التي هزّت الضاحيةَ ومِنطقة بئر حسن إضافةً الى مطالبةِ المدعو مصطفى الحجيري بتسويةِ مِلفات ولدَيهِ وأحدُهم مسجونٌ في روميه عدا أنّه شخصياً رجلٌ أصبحَ مطلوباً.
ومعَ القطريّ فتُحت شهيةُ هيئةِ العلماء المسلمين على عودةِ التفاوض وأداءِ دورِ الوساطةِ مطالبةً بإطلاقِ سراحِ جميعِ المظلومين الموقوفين أو بأعلانِ العفوِّ العامِّ عنهم في وقتٍ احتَجزَ أهالي العسكريينَ الطريقَ الدَّوليةَ ساعاتٍ وقطعوها بالإطاراتِ المشتعلةِ بعدَ وقفِهم عن احتجاجِهم السلمي.
يحدُثُ ذلك في لبنان والحدَثُ الأوسعُ الذي عُنوانُه الوساطةُ الأشملُ ليس هنا بل في اليمنِ الذي لا يُعرفُ ما إذا كان سعيداً بانقلابِه وبدخولِ الحوثيينَ شركاءَ في السلطةِ بعدما دخلوا صنعاءَ بالثورة .
وأولُ نتائجِ سعادةِ اليمن لقاءُ وزيرَي خارجيةِ إيران والسُّعودية على أراضٍ غيرِ محايدةٍ أميركية وإعلانُ الطرفين بَدءَ صفحةٍ جديدةٍ من العلاقاتِ بينَ البلدين وبذلك تكونُ السُّعوديةُ وإيرانُ قد حقّقتا التعادلَ في المِنطقة فالمملكةُ قلَبتِ الطاولةَ في العراق أمنياً وسياسياً.
والجهوريةُ الإسلاميةُ الإيرانيةُ ردّت عَبرَ أنصارِ الله وقبَضت على مفاصلِ اليمن والآنَ بدأ التفاوضُ في أوراقِ المِنطقة.