Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأربعاء في 24/9/2014

 

أهالي العسكريين أصبحوا مياومينَ في الشارع هم عَزَلوا طريقَ البقاع أحرقوا الإطارات صرَخوا مِلءَ الصوت عتِبوا على الدولة لأنها لم تَفتحْ معهم أيَّ حوار لسؤالِهم عن تعطيلِ طريقٍ دَوليةٍ ومدةِ هذا الاعتصام إلى أن أبرقَ إليهم وزيرُ الداخلية نهاد المشنوق في بيانٍ وعدَ فيه بأن دماءَ العسكريين لن تذهبَ هدْراً لكنّ عليهم أن يَعلموا أنّهم يقطعونَ الطرقاتِ عن أهلِهم ولن يؤثّرَ ذلك في القتلةِ والمجرمين وأعلنَ المشنوق أنّ المقايضةَ واردة لكنْ وَفقاً للقوانينِ المرعيةِ الإجراء قالَ وزيرُ الداخليةِ كلامَه. هذا وغادرَ إلى فرنسا للقاءِ الرئيس سعد الحريري ومشاورتِه في آخرِ المُستجِداتِ الأمنية هذه المستجِداتُ التي غاب عنها الحريري مذ أصبحَ في يدِه سيولةُ المليار.

وإلى حينه لم يَتسلّمِ الجيشُ والقُوى الأمنيةُ أيَّ طلقةِ رصاص في وقتٍ يُسابقُ فيه لبنانُ الزمنَ ويُعلنُ الإرهابُ التعبئةَ عندَ حدودِه ويهدّدُ بقتلِ جنوده وتأتي الضرَباتُ الأميركيةُ على العراق وسوريا لتساعدَ على تشتُّتِ مسلحي داعش والنُّصرة وهروبِهم وبحثِهم عن ملاذاتٍ دافئة ولن يَجدوا حِصناً يلجأون إليه سِوى القلمون وإمارةِ عرسال وفي المقابل ليس في جدولِ ضرَباتِ التحالفِ الدَّوليِّ أيُّ نيّاتٍ عسكريةٍ لاستهدافِ النصرةِ وداعش في كلٍّ منَ القلمون وجرود عرسال أو في القُنيطرةِ السورية حيثُ باتتِ الأعلامُ السودُ تَرتفعُ في مقابلِ الأعلامِ الإسرائيلية، فهل تعتبرُ أميركا أنّ القُنيطرةَ مَعقِلٌ للإرهابِ وتُسدّدُ الأهدافَ ضِدّها أم ستتجنّبُ المَسَّ بحدودٍ ينتشرُ عليها إسرائيلون على الارض السياسية لا داعش ولا النصرة تَهُزُّ الفراغ؟.

وكما أنه لا طلقةَ رصاصٍ وصلَت لتسليحِ الجيش قبلَ دخولِ السواد فإنّ ” إجْرَ كرسيٍّ رئاسيةّ ” لم نبنِها بعد ثلاثَ عشْرةَ جلسةً بثلاثةَ عشَرَ جعجع ومعَ كلِّ نهايةِ تعطيلٍ يتلو علينا القارىءُ السياسيُّ بيانَه من معراب مُتهماً عون وحزبَ الله وكلَّ ما يعادلهما بتعطيل الانتخاب.

 

والمأساةُ الكبرى أنّ قُوى الرابعَ عشَرَ مِن آذارَ تَستمعُ إليه وترشّحُه وتُبقي على الودِّ معه وقِسمٌ وازنٌ مِن هذه القوى أصبح على يقينٍ أنّ ترشيحَ جعجع هو التعطيلُ بعينِه لا تنتخبوا ميشال عون لا تؤيّدوا مرشحاً مالت إليه دَفةُ الثامنِ مِن آذار إسحبوا البِساطَ مِن تحتِ حِزبِ الله وقارعوه بما لديكم من مرشحينَ وهم كُثرٌ على امتدادِ فريقِكم بينَهم فخاماتٌ وأربابُ دُستورٍ وشخصياتٌ مارونيةٌ وازنةٌ وتتمتّعُ برجاحةِ عقلٍ ولم تُقدمْ على الترشّحِ لأنّها تلتزمُ خِيارَكم في ترشيحِ جعجع مبادرتُكم التي أطلقَها فؤاد السنيورة لم تُصنعْ للتنفيذ، فلماذا لا يَجرِ اعتمادُ الخِياراتِ الأخرى مِنَ السماءِ التي في حوزتِكم من أمين الجميل إلى بطرس حرب إلى غيرِهما من الشخصياتِ التي تكتنزُها مجموعتُكم السياسية؟

أما إذا استمرّ العِنادُ على ترشيحِ جعجع فإنّ الفراغَ سيبقى أمامَنا ولن ينافسَه إلا تقدّمُ الإرهابِ الذي أصبحَ أيضاً أمامَنا.